أربعة هواتف ذكية هي الأحدث حاليا وهي iPhone 3G S وHTC Magic ونوكيا N900 وبلاك بيري Bold 9700 وفصلنا مزايا كل من هذه الهواتف، سواء تلك المتعلقة بالعتاد الداخلي أو نظام التشغيل و السعر. لا تتوقع أن تجد في هذا التحقيق عبارة تقول أن الهاتف الفلاني هو الأفضل، بل ستجد فهي سردا لمزايا كل هاتف وعيوبه ومعلومات يمكن أن تساعدك أنت في اتخاذ القرار، فالهاتف الأفضل من وجهة نظرك قد لايكون الأفضل برأي شخص آخر. عندما تسعى الشركات للترويج إلا منتجاتها تعتمد على مواصفاتها التقنية في ذلك، لكن كثيرا من هذه المواصفات لا يعني الكثير إذا ما استثنينا الشاشة وسعة التحزين وأداء معالج الرسوميات ومنافذ الدخل والخرج. فقد جذبت الشاشة الكبيرة لآي فون اهتمام ملايين المستخدمين، متفوقا على جميع المنافسين بما فيهم Black Berry Storm الذي لم توفق الشركة في الاعتماد على تقنية اللمس بالنقر فيه، وهاتف HTC Touch Pro الذي لا يحقق تلك الاستجابة الفورية للمس الموجودة في آي فون. في مجال سعة التخزين، تنهج شركات الهواتف مناح مختلفة، فبعضها يعتمد على ذاكرة تخزين مدمجة لا يمكن تبديلها وهذا حال آي فون وأكبر سعة تتوفر في iPhone 3G S هي 32 غيغابايت وهي نوعا ما كافية لتخزين ملفات الوسائط المتعددة لأن أبل تروج لهذا الهاتف على أنه آيبود مزود بقدرات اتصال هاتفي. أما بعض الهواتف فتعمد على سعة مدمجة قليلة تقاس بالميغابايت، بينما توفر منفذا مخصصا لتركيب بطاقات ذاكرة من نوع microSD وتصل السعة فيها إلى 32 غيغابايت، وهذا هو حال HTC وBlack Berry. والأفضل بلا منازع في مجال التخزين هي نوكيا فالأخيرة توفر في هاتف N900 سعة ذاكرة مدمجة 32 غيغابايت، مع إمكانية تركيب بطاقة ذاكرة من نوع microSD بسعة 32 غيغابايت. إذا تحدثنا عن أداء الهاتف في مجال معالجة الرسوميات نجد تقريبا أن جميع الهواتف الحالية تقدم أداء جيدا، باستثناء آي فون الذي يقدم أداء ممتازا، يجعل الهاتف يبدو وكأنه قادم جيل آخر. تأتي هواتف HTC في المرحلة القادمة من ناحية أداء الرسوميات، فهي تتيح الوصول إلى معلومات معالج تسريع الرسوميات كما هو الحال في هواتف أبل. فهذين الهاتفين هما الأفضل لهواة الألعاب، وإن كان آي فون أفضل في هذا المجال نظرا لأن متجر App Store يحتوي الآن على مئات الآلاف من الألعاب. لم ينته الجدال بعد حول الأسلوب الأكثر سهولة في الطباعة، هل هو لوحة المفاتيح الأساسية من نوع QWERTY أو لوحة المفاتيح البرمجية على الشاشة التي تعمل باللمس. ففي حين اكتفت شركات مثل أبل وبلاك بيري بلوحة مفاتيح برمجية في iPhone وStorm، توفر HTC في هاتف Touch Pro لوحة مفاتيح برمجية على الشاشة التي تعمل باللمس ولوحة مفاتيح حقيقية منزلقة من النوع QWERTY وهذا يوفر للك حرية اختيار الطريقة التي تروق لك؟ تروج بعض الشركات لهواتفها من خلال عمر البطارية الطويل، فهل هذا العامل هام؟ لا، وهذا هو رأيي الخاص، فكل الهواتف سيكون لها نصيب من الشحن كل ليلة. مهما كانت المواصفات التقنية للهاتف متطورة لن تتمكن من تلميع صورة الهاتف إن كان نظام التشغيل الذي يعتمد عليه ضعيفا، ونظام تشغيل الهاتف هو أهم العوامل فهو ما يحدد أسلوب تعاملك مع الهاتف وطبيعة البرامج المتوافقة معه. تستعر نار الحرب حاليا في عالم الهواتف الذكية، وجميع الشركات السابقة هي أطراف في هذه الحرب، ولكن لمن تكون الغلبة في النهاية هو السؤال الأكبر هنا. تشير التقارير الحالية لمؤسسة غارتنز للأبحاث إلى أن نظام التشغيل سيمبيان يتصدر حاليا وسيبقى في الصدارة إلى عام 2012، في حين يتبعه كل من أندوريد ونظام تشغيل آي فون، وويندوز موبايل ونظام تشغيل بلاك بيري. كما تشير تقارير مؤسسة الأبحاث ذاتها إلى أن نوكيا تصدرت مبيعات الهواتف الذكية في الربع الثالث من عام 2009، تتبعها كل من ريسيرش إن موشن وأبل وHTC. صحيح أن نوكيا متصدرة حتى الآن وستبقي إلى عام 2010 إلا أن لاعبا آخر قادما بقوة وهو غوغل الذي تتوقع مؤسسة الأبحاث غارتنر أن يحتل المركز الثاني في العام 2010، ونعني بغوغل الهواتف الذكية التي تعتمد على نظام التشغيل أندوريد، ويتواجد منها حاليا في أسواق الشرق الأوسط هواتف Samsung I7900 وهاتف HTC Magic وLG-GW620. لكن السؤال هنا هو كيف ستسعى غوغل للوصول إلى تلك المرتبة؟ وهي أحدى عمالقة التقنية حاليا والتي تسعى زيادة حصتها في السوق من خلال الابتكار. على الرغم من أن النسخة الأولى من أندرويد لم تخطف الأبصار وكذلك لم يتمكن الإصدار 1.5 من فعل ذلك، إلا أنه من المتوقع أن يغير الإصدار الجديد 2.0 كل شيء. وكانت موتورولا أول من تبنى Android 2.0 من خلال هاتف Droid الذي لم يصل إلى منطقتنا بعد إلا أننا لم مجد بدا من ذكره، فهو قادم لا محالة. وقد حقق الهاتف مبيعات بالآلاف خلال الأسبوع الأول فقط من طرحه، وهو الذي يعتمد على لوحة مفاتيح معيارية من نوع QWERTY وشاشة تعمل باللمس بقياس 3.7 إنش، وكاميرا بدقة 5 ميغابيكسل، وتوافق مع شبكات 3G وخدمات تحديد المواقع GPS. تشحن موتورولا هذا هاتف درويد حاليا إلى الأسواق العالمية، ومن المتوقع أن يكون درويد المنافس الأقرب إلى آي فون. أبل التي وصلت متأخرة إلى عالم الهواتف الذكية من خلال الإعلان عن آي فون في صيف العام 2007، تحتل الآن مركز القيادة في الولاياتالمتحدة وتسعى إلى احتلال المركز ذاته في الأسواق العالمية، فقد جلبت الهاتف إلى الشرق الأوسط من خلال العديد من شركات الاتصالات مثل موبايلي واتصالات ودو وفودافون، لم تكتفي أبل بذلك بل ذهبت بالهاتف إلى الصين والهند. وتعمل مزايا آي فون مثل الواجهة الجذابة والجودة الرائعة والتصميم المذهل والاستجابة السريعة على حجز مقعد القيادة لآي فون. لكن انطلاقة الهاتف في الهند والصين لم تكن كما كانت عليه في أمريكا، لسببين الأول هو سعر الهاتف المرتفع بالنسبة لهاتف نوكيا التي تسيطر على المبيعات هناك، والسبب الثاني هو أن حملات الترويج التي كرستها أبل في الولاياتالمتحدة لم تكن كما هي عليه في الصين والهند وكذلك دول الشرق الأوسط. في المعسكر المقابل تحقق نوكيا مع أنظمة التشغيل سيمبيان التي تعتمد عليها تقدما كاسحا على مستوى العالم. وتملك نوكيا تاريخا عريقا فيما يخص الجودة والأداء وحققت الشركة مبيعات فلكية جعلتها في مقدمة المتنافسين. بين كل هذا الضجيج يبدو أن ويندوز موبايل يفقد حاليا جاذبيته، لأن نظام التشغيل يشبه صندوقا أسود لا يعرف ما في داخله إلا مايكروسوفت، ليس على غرار غوغل أندرويد أو آي فون أو إس. ولكن ما هي الخلاصة، أي أنظمة تشغيل الهواتف الخليوية أفضل؟ تشير أبل إلى أن نظام تشغيل آي فون يتفوق على جميع المنافسين من حيث سهولة الاستخدام، وفي وجود مرافق مهم له هو متجر التطبيقات App Store. لكن هذا النظام فشل في مجال المعالجة متعددة المسارب، كما أنه لا يتقبل أي تطبيق إن لم يكن مصدره App Store. في حين تتيح أنظمة بلاك بيري وأندرويد تثبيت تطبيقات الهواتف الجوالة مهما كان مصدرها. أما ويندوز موبايل فكثيرا ما يذهب في ثوان من الغيبوبة قبل أن تعود الاستجابة إلى الهاتف، عداك عن انهيار نظام التشغيل أحيانا دون معرفة السبب.