لا تنعكس الآثار السيئة للزحام المروري بشكل سلبي على البيئة والاقتصاد، بل وتصل إلى درجة التأثير على صحتنا الجسدية والنفسية. أغرب المعلومات عن الزحامات والاختناقات المرورية في ألمانيا والعالم. الزحام المروري كابوس لكل سائق سيارة، تلك الدقائق التي لا نهاية لها من الانتظار، حين يتحول قطع مسافة قصيرة بالسيارة إلى رحلة بلا نهاية لها على ما يبدو. طوابير السيارات الطويلة لا تفقد سائقيها وراكبيها أعصابهم فحسب، بل وتتسبب بعواقب وخيمة على المدى البعيد. يجب إطفاء محرك السيارة خلال التوقف في الزحام! نصيحة تنعكس إيجابياً على توفير الوقود بعد التوقف لعشرين ثانية فقط، فدوران محرك السيارة متوقفة لمدة ساعة يستنزف لتراً من الوقود. وارتفاع استهلاك الوقود يتسبب في انبعاث المزيد من ثاني أوكسيد الكاربون ما يزيد من تداعيات الاحتباس الحراري. ووفقاً لنادي السيارات الألماني ADAC حدث في ألمانيا 745 ألف زحام مروري في عام 2018 وحده، أي بزيادة نسبتها 3 سنوات مقارنة بالعام السابق. وبحسب شركة تومتوم لأنظمة الملاحة كانت شوارع مدينة كولونيا الأكثر زحاماً في ألمانيا حيث ترتفع فترة الرحلات العادية بالسيارة إلى أكثر من الثلث في المعدل. أما شركة إينريكس المصنعة لأنظمة الملاحة فترى أن مدينة ميونيخ هي عاصمة الزحامات المرورية في ألمانيا، موضحة أن كل سائق في المدينة توقف بالمتوسط 51 ساعة خلال 2018 في الزحام. لكن الوضع في دول أخرى أكثر سوءا، ففي لوس إنجليس الأمريكية يقضي السائق قرابة 102 ساعة سنوياً، تتبعها موسكو 91 ساعة. مَنْ يقف في الزحام المروري يواجه بعض المشاكل الصحية، إذ يبدأ الجسم بإفراز هورمونات التوتر، ما يؤثر على الجهاز المناعي بشكل كبير ويرفع من ضغط الدم. وتشير دارسة إلى أن سائقي السيارات الذين يقفون في الزحام يومياً يمكن أن يواجه مخاطر الإصابة بمتلازمة الاحتراق النفسي. تقدر شركة إينريكس أن التكاليف الناتجة عن الزحام المروري في ألمانيا عام 2017 وصلت إلى 80 مليار يورو، بسبب تأخر إيصال البضائع والوقود المستهلك، ما يؤثر على الشركات وسائقي السيارات مادياً. ويقول كبير خبراء إينريكس غراهام كوكسون إن "الزحام المروري يهدد النمو الاقتصادي ويؤثر على نوعية حياتنا".