في آخر تطورات ما بات يعرف إعلاميا بملف "البغرير والبريوات"، والمرتبط بتسريب بضع كلمات من الدارجة تخص أسماء بعض الحلويات والفطائر المغربية إلى المقررات الدراسية الجديدة بالسنوات الأولى من التعليم الإبتدائي، عقد المكتب الوطني للجمعية المغربية لخدمة اللغة العربية اجتماعا طارئاً الأربعاء الماضي، خُصص لمناقشة نقطة وحيدة في جدول الأعمال وهي : مستجدات برامج التعليم والمقررات الجديدة المتعلقة بقسمي التحضيري والابتدائي الأول للسنة الدراسية الحالية. البيان والذي كان شديد اللهجة، أكد انه بعد نقاش مستفيض استحضر فيه الأعضاء ما تعرفه الساحة التربوية من تذمر واستنكار لما تضمنته الكتب المدرسية الجديدة بالمدرسة المغربية من تجاوزات أخلت بالهوية اللغوية، والشخصية الوطنية، وذلك بإقحام كلمات وعبارات عامية في مقررات اللغة العربية، لن تساهم إلا في انفصام شخصية المتعلم المغربي المعتز بثوابته، ومنها اللغة العربية ،اللغة الرسمية دستورياً، والتي نص دستور 2011 في فصله الخامس على أن تظل اللغة الرسمية للدولة، تعمل على حمايتها وتطويرها وتنمية استعمالها". أصحاب البيان نددوا بما آلت إليه المقررات والبرامج الدراسية من محاولة لطمس الهوية المغربية الأصيلة، وشجبوا ما وصفوه الاستدراج نحو تدريج اللسان العربي حفاظاً على الْمَلَكَة اللسانية الجماعية بالمغرب الأقصى، مستنكرين تدخل أيادٍ خفية لهدم تراث تاريخي منسجم مع المكونات والثوابت، ليطالبوا المسؤولين بالتدخل الفوري لسحب الكتب الجديدة المخلة بثوابت الأمة، وليدعوا الآباء والأمهات وأولياء الأمور إلى مواجهة هذا العبث بمواقف حازمة عبر المساطر القانونية.
وللإشارة فقد دافعت وزارة أمزازي في بيانات رسمية سابقة عن استعمالها ل 8 كلمات دارجة في كتاب مدرسي من 150 صفحة يحتوي على أزيد من 8000 كلمة، معتبرة ورود هاته الكلمات من الناحية اللغوية اللسانية ككلمات عربية فصيحة ، كما أنها رصيد مشترك بين المغاربة. وأنه على مر الزمان استخدمت اللغة العربية الدخيل والمولد والمنحوت ككلمات "سينما"، و"إنترنت"، و"كاميرا". فلا يمكن رفض كلمة لمجرد أنها مغربية.