لطالما تقبل الأمهات الحوامل على تناول أغذية صحية ومتوازنة خلال فترة الحمل للحفاظ على صحة الجنين، إلا أن دراسة علمية حديثة هي الأولى من نوعها، كشفت أن غذاء الأب، قد يلعب أيضاً دوراً حاسماً في صحة ذريته المستقبلية. وقد وجد الباحثون أن النظام الغذائي السيئ للأب - حتى قبل حدوث الحمل - يؤثر على صحة أطفاله في المستقبل وربما يتسبب في إصابتهم ببعض الأمراض الخطيرة. وتوصل فريق بحثي ألماني صيني في جامعة بوتسدام الألمانية، من خلال إجراء تجارب على الحيوانات، إلى أن نمط تغذية الأب أيضا وليس الأم وحدها، له تأثير على صحة الجنين. وخلص الفريق البحثي إلى أن التجارب التي أجريت على الفئران أثبتت أن تناول أطعمة عالية الدهون، يمكن أن يؤثر سلباً على عملية التمثيل الغذائي للأجنة. كما أنه يمكن أن يؤثر سلباً على الصحة العقلية للأجنة والأطفال فيما بعد. واستنتج الباحثون في دراستهم التي نشرت بمجلة Diabetologia الألمانية الطبية، أن تغذية الأب لا تقل أهمية عن تغذية الأم في تأثيرها على صحة الجنين، وأن الرجال يجب أن يدركوا أهمية التغذية الصحية المتوازنة قبل الحمل لأن عادات الأب الغذائية الصحية قد تؤثر على الحيوانات المنوية ومادتها الوراثية، وتنتقل بالتالي إلى الشفرات الوراثية للأبناء، وتخفض من خطر إصابتهم لاحقاً بالتشوهات الخلقية والأمراض الخطيرة. وركز الباحثون على العلاقة بين النظام الغذائي الغني بالدهون وعالي السكر والأملاح للأب أثناء وبعد نضج الحيوانات المنوية، وبين اضطراب نسبة الجلوكوز للجنين، والذي قد يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري بعد الولادة أو في مراحل عمرية متقدمة. واستناداً إلى نتائج الدراسة بقيادة أخصائي أمراض الكلى، البروفيسور برتولد هوشر بجامعة بوتسدام، فمن الضروري أن يحصل كلاً من الأب والأم على كمية كافية من حامض الفوليك قبل الحمل. ويلعب حامض الفوليك في غذاء الأب دوراً مهما أيضاً في نسبة الخصوبة، إذ وجد الباحثون أن مجموعة الذكور الذين تناولوا أغذية تحتوي على كميات منخفضة من حامض الفوليك تعرضت لخطر العقم بسبب انخفاض معدلات الخصوبة لديهم.
جدير بالذكر أن دراسات عديدة تناولت أهمية الغذاء الصحي بالنسبة للأم الحامل وعلاقته بالجنين، إلا أن دور الأب الذي يساهم بنصف المادة الوراثية، لم يكن محل اهتمام في الأبحاث والدراسات العلمية إلا في الفترة الأخيرة.