في مقالة عنونها ب : " رحم الله ستيفن هوكينغ وجمعة مباركة "، قال المفكر و الدكتور محمد عبد الوهاب رفيقي إن : " الفقه التقليدي بمجمله يتبنى موقفا واضحا من الآخر، وهو أن الكافر غير المسلم مصيره جهنم خالدا فيها أبدا، منطق يبني تصوره على أن الجنة بعد بعثة النبي محمد عليه الصلاة والسلام جعلت حصريا للمسلمين، وما سواهم من البشر هم حطب جهنم ووقودها يوم القيامة، فمن يبتغ غير الإسلام - بالفهم التقليدي للإسلام- لن يقبل منه أي عمل صالح، مهما كان صادقا في سريرته، نقي النفس في أخلاقه وتعامله، بل مهما قدم للبشرية من إنجازات أدخلت السعادة ويسرت على الإنسان حياته ومصالحه ". و أضاف أبو حفص : منطق الولاء والبراء المأزوم، الذي يعتبر الداعشي المسلم الذي مارس الذبح والقتل والاغتصاب، مسلما رغم كل ما فعل، مصيره الجنة حالا أو مآلا، منعما خالدا فيها، غفرت له كلمة واحدة كل جرائمه وذنوبه، ويجوز الاستغفار له وطلب المغفرة له، فيما يعتبر " الكافر" الذي اخترع الكهرباء والطائرة والإنترنت والهاتف النقال والفيسبوك مجرما مخلدا في النار، لا يجوز الاستغفار له ولا الترحم عليه، بل لا يستحق سوى اللعنة والدعاء بالويل والثبور، وكل ما قدمه للإنسانية لا يساوي إلا " الهباء المنثور".. وأكد ذات المتحدث أن : " ستيفن هوكينغ انتصر حيا وانتصر ميتا، قصته ومساره وإنجازاته ومرضه انتصار للحياة، بل آية من الأيات، موته كان كذلك انتصارا، حين انهزم هؤلاء الموتورون أمام عبقريته الفذة، فلم يجدوا إلا التهجم والتشفي تبريرا هزائمهم، كما لو أن الموت هو انتصار وهزيمة، كما لو أن ذلك الآخر عدو يحل الرقص على جثته يوم وفاته ورحيله ". قبل أن يواصل المتحدث كلامه بالقول : " لقد هزمنا هوكينغ إنسانيا، هزيمة أخرى تنضاف إلى سلسلة الهزائم التاريخية، هزمنا حضاريا، هزمنا علميا، هزمنا نفسيا، واليوم نسجل مرة أخرى هزيمتنا إنسانيا، فماذا بقي إذن؟ وختم رفيقي حديثه بالاستشهاد بقول لعالم كبير حين سئل : لو قررت البشرية أن ترسل أحدهم إلى حضارة أخرى أكثر رقيا ليمثل سكان الأرض ، فقال: لن نجد افضل من ستيفن هوكينغ… بإمكاننا الآن أن نترحم رحمتين: رحم الله ستيفن هوكينغ، ورحم الله ما بقي فينا من إنسانية..