ستتيح تقنية الانجاب من ثلاثة آباء المثيرة للجدل الفرصة للمرأة التي تعاني من أمراض وراثية خطيرة بأن تتجنب نقل تلك الأمراض لأطفالها. علماً بأن تلك الأمراض، التي تعرف جميعها بمرض الميتوكوندريا، تؤدي إلى الإصابة بعجز شديد وكذلك إلى الوفاة. وأفادت في هذا الصدد صحيفة الدايلي تلغراف البريطانية بأن هيئة الإخصاب البشري وعلم الأجنة قد أطلقت مشاورات عامة بشأن ما إن كانت هناك إمكانية لعرض تقنيات الخصوبة، المسموح بها حالياً للأغراض البحثية فحسب، للسيدات أم لا. ويعتقد أنه قد تم إجازة تلك المشاورات بعد أن عبَّر رئيس الوزراء، دافيد كاميرون، عن دعمه لها. وأوضحت الصحيفة أن هناك طريقتان مثار نقاش، أحدهما تنطوي على جنين المرحلة المبكرة، والثانية تنطوي على معالجة البويضة قبل أن يتم تخصيبها. وفي الطريقة الأولى، تُزَال المادة الوراثية الخاصة بالأم من الجنين، ويتم وضعها في جنين آخر لا زال بمرحلة مبكرة ولديه الميتوكوندريا سليمة من متبرع. وتفعل الطريقة الثانية نفس الشيء، لكن قبل التخصيب، لذا تُزَال مادة الأم الوراثية من البويضة المصابة بالميتوكوندريا المعيبة، ويتم وضعها في بويضة غير مصابة من متبرع. وأشار خبراء إلى أنه ومن الناحية الفنية، سوف يحظى الطفل المولود بمواد وراثية من ثلاثة أشخاص، وإن كان سيتسم الإسهام من جانب المتبرع بكونه إسهام صغير ومحدود. لكن منتقدين أبدوا اعتراضهم على ذلك، من منطلق أنه تعديل وراثي للبشر، وشددوا على ضرورة عدم السماح به. وأضافت الصحيفة أن هناك حوالي 150 مرضاً من أمراض الميتوكوندريا، وأن واحداً من بين كل خمسة آلاف طفل يصابون به سنوياً. ونوهت الصحيفة إلى أن هيئة الإخصاب البشري وعلم الأجنة ستجري دراسات مسحية واجتماعات ومنتديات تفاعلية عبر الإنترنت كجزء من المشاورات التي ستنتهي في نهاية العام الجاري. وفي هذا الصدد، قال ناطق باسم وزارة الصحة البريطانية :" الانتقال من البحوث المعملية إلى الاستخدام السريري قد يكون إنجازاً كبيراً لمنع حدوث أمراض الميتوكوندريا. وقد تثير هكذا خطوة تساؤلات هامة، وهو ما جعلنا نطلب من هيئة الإخصاب البشري وعلم الأجنة أن تجري مشاورات شاملة، تنطوي على تجميع أدلة من خبراء واستطلاع آراء ووجهات نظر من أفراد الشعب".