لماذا تبدو لي حياة النّاس شبيهة بالسجن؟ لماذا يبحثون عن وظائف كي يعيشوا حياة مادية ممتازة فقط؟ لماذا يريدون الحياة لكي يصبح لديهم منزل وعائلة فقط؟ لماذا حين يصبح لديهم أطفال يكتفون بشراء الملابس والحلوى لهم وأخذهم لمدن الملاهي؟ لماذا ة و الروتين القاتل؟لا يفكرون في كسر العاد دخلنا المدرسة صغاراً لهدف حصري هو التعلم، وبعد أن تعلمنا بدأت تظهر آفاق المشاكل، يجب أن تتفوق كي تدخل أفضل المعاهد، ويجب أن تختار تخصصا مطلوباً كي تحصل على وظيفة مرموقة، وإلا فإنك ستعيش طيلة حياتك على هوامش الحياة .خرين وتصفق لهم دون أن تحفر النفق المؤدي لنجاحاتك أنتتتفرج على نجاحات الآ. ستتعب كثيراً قبل أن تحصل على الوظيفة، وستتعب أكثر بعد ذلك لأنك ستخوض غمار الحياة المؤسساتية في أحسن الأحوال، السهر وساعات العمل وستجد نفسك مجبراً على النهوض الباكر كلّ صباح، والعودة متأخراً كلّ مساء، وإلا فسوف تخسر ليالي.أعوام والجهد الذي بذلته طيلة في ما مضى كانت لديك مشاريع كبيرة جدّاً، كأن تصبح مبدعاً في أوقات فراغك، أن تصبح كاتباً يطمح للوصول إلى جائزة بدد تلك الأحلام، تجد نوبل مثلاً، أو مبرمجاً ناجحاً يعمل لصالح كبريات الشركات العالمية، وما إن تجد أولى وظائفك حتى تتنفسك أمام واقع يفرض عليك النوم باكراً ليلاً، والبحث عن بعض الراحة في نهاية الأسبوع، حتى ساعات التركيز المجاني الذي كنت تحظى به في ما مضى لم تعد موجودة أبداً. أصبح دماغك مشوشاً بما يجب عليك فعله لإتمام عملك على أكمل وجه، لعائلية أيضاً. ذابت طموحاتك كلها وسط أوهام الإنتاج المؤسساتي، أنت الذي كنت تندد دائماً بالعمل لصالح ولإنجاح حياتك ا.أشخاص يحققون أرباحا عن طريق أمثالك الروايات التي اشتريتها يوماً وكنت تضعها في رفّ تحت قائمة "للقراءة لاحقاً" لا زالت في الرّف نفسه منذ أعوام، تأخذ معك ها أثناء رحلات نهاية الأسبوع النادرة ولكنك لا تقوى على التركيز على تلك النصوص، سوف تصل فيما بعد لحقيقة بعض.أنطولوجية مفادها أنه كان يجب أن تكون عاطلاً عن العمل حتى تستطيع الكتابة والقراءة وممارسة هواياتك بحرية تامة لهذه الوظيفة التي أنت فيها الآن، ووهبت نفسك كاملاً لمؤسسة تحقق أرباحاً الأوان كثيراً، لقد وهبت سنوات عمرك فات لقد سنوية يجنيها أولئك الذين لا يجدون أنفسهم مرغمين على النهوض باكراً كل صباح، والذين يقضون أغلب أوقاتهم في رحلات .نحو جزر بعيدة جداً وفنادق من خمس نجوم وقضيت نصف عمرك في صنع الحبل الذي ستشنق به نفسك في النصف المتبقي من لقد أعدمت نفسك من حيث لم تكن تحتسب،حياتك، وها أنت الآن تخلص لحقيقة مفادها أن حياتك محاكاة للعذاب الأبدي الذي عاشه سيزيف في الميثولوجيا الإغريقية بعد .خداعه لآلهة الموت