ها نحن ندخل سنة جديدة .. هنيئا للجميع، والتهاني ستجد طريقها للتحقق لا بالأماني، ولكن بالعمل .. أجمل التهاني التي أريد أن أسمعها تلك التي تضيف كلمة "مزيد" مزيد من الصحة، مزيد من النجاح، مزيد من كل شيء جميل .. وبنفس العبارات أريد أهنئ كل من أحب .. وخلف هذه التهنئة التي يتبادلها الملايين عبر العالم، هناك عنصر البناء على ما هو موجود والتقدم إلى الأمام في إطار عملية تطور، وهذا يعكس النظرة المستقبلية! ولتحقيق كل نظرة مستقبلية يتطلب الأمرالكثير من الإعداد، وهذا ليس فقط بالنسبة للدول والشعوب بل بالنسبة للأفراد أيضا. وإذا كانت البرمجة سلوك ثابت، بشكل عام، بالنسبة للدول، فالأمر ليس كذلك بالنسبة للأفراد.. أغلب الأفراد يتركون حياتهم تسير دون تخطيط، يوم يدفعهم ليوم حتى يصلون إلى رأس السنة، كما يصل الخبز للفران. وأغلب هؤلاء ممن يستسلمون لوظائفهم وتجدهم إما مرسمين في مهنهم أو مثبتين في مقاولاتهم، بل أحيانا ما يستسلم لنفس الحال حتى العاطلون عن العمل الذين يعصرون أيامهم وينشرون أجسادهم على كراسي المقاهي وزوايا الأزقة.. وهذا لا يعني أن كل من يخطط ينجح، بل تكون له فرص أكبر للنجاح مقارنة بالآخرين، وطبعا هناك المحظوظون، لكنهم قلة قايلة لا يقاس عليها.. السنة الجديدة فرصة لرسم أهداف على امتداد 12 شهرا، وهذه الأهداف لا يجب أن تكون أهدافا خيالية، كأن يحلم المرء بالصعود إلى القمر أن يصبح من أغنياء البلد. يجب أن تكون الأهداف قابلة للتحقق، وبعد تحديد الهدف (2 أو 3 على الأكثر)، يجب الإعداد لذلك بتوفير الإمكانيات الضرورية التي قد لا تكون مادية بالضرورة. وقد تكون هذه الامكانيات من قبيل الاستيقاظ الباكر، وبالاستعمال الأمثل للوقت من خلال حسن تدبير المذكرة اليومية، القراءة (ولو لما هو مجاني ومتوفر)، تحسين لغة أو لغات، تعلم أشياء جديدة من خلال التكوين (ولو التكوين الذاتي) ... المهم أن يكون لك هدف تحققه، وألا تستكين لما أنت عليه، مهما كنت ناجحا في الحياة .. أما بالنسبة للحكومات، فلها أهدافها، لكن يجب أن تعلنها للعموم حتى تتقاسم مناقشتها مع المواطنات والمواطنين .. ومن خلال الأفراد والحكومات تتحقق سنة، وسنوات، الشعوب. وإذا كان دور الحكومات مهم، فدور الأفراد أهم .. إذن.. أتمنى لكم سنة لتحقيق المزيد من الإنجازات ..