تحدث عبد الرحمان اليوسفي في مذكراته التي ستصدر قريبا في كتاب باسم "أحاديث في ما جرى" ، عن تجربته السياسية ومسيرته النضالية، خصوصا أدواره ومواقفه في الحركة الوطنية، وفي المقاومة وجيش التحرير وفي ما شهدته بلادنا من أحداث جسام بعد استقلالها. ومن بين المفاجآت التي تحملها مذكرات اليوسفي ، أن الدكتور عبد الكريم الخطيب، "كذب" حين قدم شهادته حول ما يعرف تاريخيا ب "مؤامرة 16 يوليوز 1963"، التي اعتقل فيها اليوسفي إلى جانب أزيد من 5000 اتحادي آخر بمختلف مدن المملكة، بدعوى التخطيط لاغتيال الملك الراحل الحسن الثاني في غرفة نومه بالقصر. و وفق ما نقله امبارك بودرقة، معد المذكرات على لسان اليوسفي، أن الخطيب "تدخل لدى السلطات حتى لا يتعرض عبد الرحمان اليوسفي للتعذيب"، وأضاف مؤسس حزب العدالة والتنمية، أنه "فعلا تم توفير إقامة خاصة له، بقي فيها إلى أن حان موعد المحاكمة". و رد اليوسفي على هذا الكلام قائلا "سامح الله الدكتور عبد الكريم الخطيب، لقد اعتقلت كباقي القياديين والمناضلين الاتحاديين، وكان الاستنطاق الأول بمركز الشرطة بالمعاريف بالدار البيضاء، والاستنطاق الثاني بدرب مولاي الشريف سيئ الذكر". و أكد اليوسفي أنه في إحدى جلسات الاستنطاق رفعوا عنه العصابة من عينه، و"كانت دلالتها لدى الجلادين، أنه عندما يتاح لك التعرف عليهم، فهذا يعني في شريعتهم أنك لن ترى النور بعد ذلك". و تابع أنه "في الوقت ذاته، تقدم إلي شخص ضخم الجثة أسمر اللون قائلا : أنا الذي وضعت القنبلة في شتنبر 1962 التي فجرت "أمبريجيما" وهي المطبعة التي كانت تطبع فيها صحف حزب الإتحاد الاشتراكي ومنشورات الإتحاد المغربي للشغل". و أوضح قائد مرحلة التناوب "كانت الإستنطاقات الأخرى بدار المقري بالرباط وما أدراك ما دار المقري !، وبعدها تم نقلنا إلى السجن المركزي بالقنيطرة. وعند بداية المحاكمة، حُولنا إلى سجن لعلو بالرباط، وقد تقاسم معي الزنزانة المرحوم مومن الديوري وأحد المناضلين الذي أصيب بخلل عقلي نتيجة التعذيب وقد طالب ممثل النيابة العامة بالحكم علي ب 15 سنة سجنا، وكان الحكم النهائي سنتين مع إيقاف التنفيذ".