وصف الباحث والإعلامي "ادريس الكنبوري"، قضية الزميل الصحفي المعتقل "توفيق بوعشرين" ب"المنعطف الخطير جدا في تاريخ المهنة منذ أن عرف المغاربة الصحف في نهاية القرن التاسع عشر عندما كانت الجرائد تدخل من طنجة". وقال الباحث، إن ما يحدث أمر مؤلم للغاية ومهما سيكون غدا وكيفما كان حكم القضاء في اليوم التالي، هناك مشكلة حقيقية في تاريخ الصحافة المغربية، هذه المشكلة هي علاقة الصحافة بالأخلاق، حسب ما جاء في تدوينة نشرها "الكنبوري" على صدر صفحته "الفايسبوكية". وأضاف الإعلامي، كاتبا:"لا أعتقد أن المغاربة سينظرون إلى الصحافة كما كانوا يفعلون...مهما كانت الحقائق مجرد أن تحاط اتهامات كهذه بصحفي ومدير جريدة كاف ليجعل الصحافة أمام امتحان صعب". وختم "الكنبوري" قائلا:"لا تخوضوا في أعراض الناس فوراءهم أسر وأطفال لكن لا تقدموا المثال السيء للمجتمع ففيه أسر وأطفال...دافعوا عن الصحافة كما يجب أن تكون لا كما هي قد تكون الصورة سيئة لكن الأصل نظيف". وهذا النص الكامل لتدوينة "ادريس الكنبوري": ما يحدث أمر غريب. لا بل في غاية الغرابة. لست معنيا بقضية الصحفي توفيق بوعشرين إلا باعتباري مواطنا. لكن ما يحدث أمر مؤلم للغاية. مهما كان، ومهما سيكون غدا، وكيفما كان حكم القضاء في اليوم التالي، هناك مشكلة حقيقية في تاريخ الصحافة المغربية. هذه المشكلة هي علاقة الصحافة بالأخلاق. لا أعتقد أن المغاربة سينظرون إلى الصحافة كما كانوا يفعلون. هذا منعطف خطير جدا في تاريخ المهنة منذ أن عرف المغاربة الصحف في نهاية القرن التاسع عشر عندما كانت الجرائد تدخل من طنجة. مهما كانت الحقائق مجرد أن تحاط اتهامات كهذه بصحفي ومدير جريدة كاف ليجعل الصحافة أمام امتحان صعب. لكن وأنا أتابع التطورات أمر واحد يقلقني. كيف نسمح لأنفسنا بالتخلي عن دورنا كمواطنين في الدفاع عن القيم والنزاهة؟ وكيف نسمح لأنفسنا بجلد شخص قبل أن يقول القضاء كلمته؟ وكيف نخوض في الأعراض على الملأ؟ وكيف ننظر بعين واحدة فقط وننسى أن المشهد كامل، فيه الصحافة والأخلاق ونظافة القلم الذي ينهى ويأمر وفيه متهم وضحايا؟. إنني حائر أمام ما يكتبه البعض من المحسوبين على الثقافة أو الصحافة أو النظال، بالظاد المعجمة، ولا يأخذون مسافة منطقية لطرح الأسئلة. أخطر ما يقتل أي أمة النفاق الذي يمارس ممن يفترض أن يثق بهم الناس. إن القضية ليس قضية شخص بل قضية قيم توجد اليوم على المحك. أقول هذا وأنا أشعر بالألم، ألم حقيقي يوجع العقل والنفس. فقد عشت حياتي كلها وأنا أرى في الصحافة أكثر من مهنة، وإنما واجبا أخلاقيا. بودي أن أتضامن مع الجميع، لكن تضامني مع الحقيقة يشدني. لا تخوضوا في أعراض الناس فوراءهم أسر وأطفال، لكن لا تقدموا المثال السيء للمجتمع ففيه أسر وأطفال. دافعوا عن الصحافة كما يجب أن تكون لا كما هي. قد تكون الصورة سيئة لكن الأصل نظيف..