أصدرت "منظمة العفو الدولية" المعروفة اختصارا ب"أمنستي" اليوم الخميس 22 فبراير الجاري، تقريرها السنوي حول أوضاع حقوق الإنسان بالعالم في الفترة ما بين سنتي 2017و2018. ورسمت المنظمة من خلال تقريرها الجديد، صورة قاتمة عن أوضاع حقوق الإنسان بالعالم، واعتبرت أن حملات الكراهية التي ترعاها الدول تستدعي مرحلة جديدة من النشاط الاجتماعي. كما حذرت "أمنستي"، مما وصفته ب"العواقب المروعة" لخطاب الكراهية، الذي يهدد بجعل التمييز الواسع ضد الفئات المهمشة أمرا طبيعيا. بالمقابل، أشارت المنظمة إلى ما أسمته "تنامي الحركة من أجل العدالة الاجتماعية والتي يشارك فيها نشطاء محنَّكون جنباً إلى جنب مع نشطاء جدد يخوضون معترك النضال للمرة الأولى وهو الأمر الذي يبعث على الأمل في التغلب على القمع". واتهم "سليل شيتي" الأمين العام للمنظمة، الحكومة الأمريكية باتخاذ قرار ينم عن الكراهية، عندما منعت سنة 2017 مجموعة من الأشخاص المسلمين من دخول أراضيها. وقال تقرير الهيئة السنوي، أن مجموعة من قادة العالم تخلوا عن حقوق الإنسان، لكن السنة الماضية عرفت اشتعال حركات الإحتجاج في العالم. كما تطرق التقرير، إلى حرية التعبير واعتبرها تكتسب أهمية قصوى في النضال المتجدد من أجل حقوق الإنسان، وقالت المنظمة إن "حرية التعبير ستكون عنصراً أساسياً في ساحة النضال من أجل حقوق الإنسان في العالم الحالي وهو ما يتضح من إصرار قادة بارزين على صياغة أخبار ملفَّقة من أجل التلاعب بالرأي العام ومن الهجوم على بعض المؤسسات التي تمارس الرقابة على السلطات". وتطرق التقرير كذلك، إلى تصاعد خطاب الكراهية مع استهداف أشخاص بسبب هويتهم، حيث أكدت المنظمة الدولية، على ما وصفته ب"ضرورة أن يواصل الناس التعبير جهاراً عن رفضهم للخطاب المفعم بالكراهية". من جهة أخرى، طالبت "أمنستي" الحكومات بضرورة معالجة أشكال الظلم المستعرة التي تؤجج حركات الاحتجاج، ولاحظ التقرير بهذا الخصوص أن ملايين الناس في مختلف أرجاء العالم يواجهون صعوبات متزايدة في الحصول على السلع والخدمات الأساسية، مثل السكن والغذاء والرعاية الصحية. وحذَّرت "منظمة العفو الدولية"، من أن العالم قد يشهد مزيداً من القلاقل إذا لم تبادر الحكومات بمعالجة الأسباب الأساسية وراء الفقر وعدم المساواة. وفي هذا الإطار قال الأمين العام للمنظمة،"في شتى أنحاء العالم، يُجبر أناس على العيش في ظروف لا تُحتمل، لأنهم محرومون من سبل الحصول على الغذاء الكافي والمياه النظيفة والرعاية الصحية والمأوى. ولا شك أن الحرمان من هذه الحقوق الإنسانية يؤدي إلى إشاعة اليأس بلا حدود ولا نهاية. فمن فنزويلا إلى إيران، نشهد انتشاراً هائلاً للسخط الاجتماعي". للتذكير، فتقرير "منظمة العفو الدولية" السنوي، الذي قُدم اليوم الخميس يحمل عنوان:""حالة حقوق الإنسان في العالم" ويغطي 159 بلداً، واشتمل على تحليل لحالة حقوق الإنسان في شتى أنحاء العالم.