السّمنة والوزن الزائد أكثر المشاكل الصحية انتشاراً حول العالم في السنوات الأخيرة، وقد تضاعفت نسبة من يعانون من زيادة الوزن أكثر من 10 أضعاف منذ سبعينات القرن العشرين وحتى الآن. وهناك أدلّة متزايدة على أن بدانة الآباء تؤثّر على جينات جيل الأبناء. إليك أهم الحقائق عن تأثير البدانة على الصحة، والتي جعلت السّمنة تُصنّف كوباء عالمي: بدانة الأب عند الإخصاب، واكتساب الأم للوزن الزائد المفرط في النصف الأول من مرحلة الحمل يؤثّر على جينات الأبناء الرشاقة هي الأصل. لا يولد الإنسان بديناً، وإنما يكتسب الوزن الزائد بانتظام حتى يصل إلى السّمنة. فإذا تزايد الوزن بمعدّل كغم واحد أو اثنين كل عام سيصبح الإنسان من البدناء خلال 15 إلى 20 سنة. الجينات. عدد قليل من الناس فقط هم الذين تتسبب الجينات في مشكلة زيادة الوزن والبدانة لديهم، وتشير التقارير الطبية إلى أن هذه النسبة لا تتجاوز 5 بالمائة من البشر، بينما تتسبب العادات الغذائية ونمط الحياة ومستوى النشاط البدني في النسبة الباقية من ظاهرة السّمنة. وقد وجدت دراسات أجريت على الحيوانات أن بدانة الآباء يمكن أن تنتقل عبر الجينات إلى الأجيال التالية دون أن يأكل الأبناء طعاماً زائداً. السّمنة والحمل. تحذّر تقارير طبية عالمية من تزايد نسبة الحوامل اللاتي تعانين من زيادة الوزن، وتشير دراسة سويدية إلى أن نصف الحوامل تقريباً لديهن وزن زائد. وينعكس ذلك على زيادة مخاطر إصابة الأجنّة بالتشوهات. وفقاً للدراسة السويدية تصل نسبة الزيادة في هذه المخاطر إلى ما بين 23 و37 بالمائة حسب مدى زيادة وزن الأم. زيادة وزن المواليد. كلما زاد وزن الحامل كلما زاد وزن مولودها، ولهذه الظاهرة مضاعفات صحية مثل الحاجة إلى ولادة قيصرية، وزيادة النزيف لدى الأم أثناء الولادة. وزن الآباء. لا يقتصر الأمر على الأمهات وحدهن. إذا اكتسبت الحامل وزناً زائداً بمعدّل كبير خلال الأسابيع ال 20 الأولى من الحمل قد يؤدي ذلك إلى تغير في الجينات الوراثية لدى الجنين تؤدي إلى ميله إلى اكتساب الوزن الزائد. وإلى جانب ذلك، بدانة الأب عند الإخصاب تزيد احتمالات توريث الابن جينات السّمنة.