أكد علماء أن زيادة الوزن أو السمنة، تزيد من مخاطر الموت بالمبكر مقارنة بالوزن الطبيعي، وأن المخاطر تتزايد على نحو حاد كلما زاد الوزن. وفي نتائج تتعارض مع مصطلح "مفارقة السمنة" الذي يشير إلى احتمال وجود ميزة إيجابية في زيادة الوزن توصل الباحثون إلى أن زيادة الوزن مسؤولة حاليا عن واحدة من بين خمس حالات وفاة مبكرة في الولاياتالمتحدة وواحدة من بين سبع حالات في أوروبا. وقال ايمانويل دي انجيل أنطونيو من جامعة كمبردج ببريطانيا والذي شارك في قيادة فريق البحث "في المتوسط إن الأشخاص الذين لديهم زيادة في الوزن يفقدون نحو عام من متوسط العمر المتوقع لهم بينما يفقد الأشخاص الذين يعانون من البدانة المعتدلة نحو ثلاثة أعوام من العمر المتوقع لهم". وتوضح النتائج أيضا إلى أن الرجال البدناء يواجهون هذا الخطر على نحو خاص. وذكر أنتونيو أن "هذا يتسق مع ملاحظات سابقة في أن الرجال البدناء تزيد لديهم مقاومة الأنسولين ودهون الكبد ومخاطر الإصابة بالسكري مقارنة بالنساء". وتقدر منظمة الصحة العالمية أن 1.3 مليار شخص بالغ في جميع أنحاء العالم يعانون من زيادة الوزن وأن 600 مليون آخرين يعانون من السمنة. ويمثل انتشار البدانة بين البالغين نحو 20 في المئة في أوروبا و31 في المئة في أمريكا الشمالية. وأكدت الأبحاث الآثار السلبية لزيادة الوزن وارتباطها بأمراض مزمنة مثل السكري والقلب والجلطات وأمراض الجهاز التنفسي والسرطان. ولكن الدراسات الأخيرة التي تشير إلى أن الشخص البدين ربما لا تقل لديه معدلات البقاء على قيد الحياة أدت إلى حدوث التباس حول ما إذا كانت السمنة تؤدي إلى الوفاة أو تسبب فحسب أضرارا للصحة. وفحصت الدراسة التي نشرت في دورية "لانسيت الطبية" بيانات أكثر من 10.6 مليون شخص شاركوا في 239 دراسة كبيرة في 32 دولة خلال 45 عاما. وسجلت 1.6 مليون حالة وفاة خلال القيام بهذه الدراسات التي تمت خلالها متابعة المشاركين لمدة بلغت 14 عاما في المتوسط.