تعرف المجتمات الغربية في الآونة الأخيرة إنتشارا واسعا لما يسمى بالإسلاموفوبيا أو الذعر من الدين الإسلامي حيث أن جل المواطنين أصبحوا يعتبرون أن الإسلام هو السبب الرئيسي في الإرهاب و أن المسلمين ليسوا مواطنين صالحين. عدم التفرقة بين مصطلحي "مسلم" و "إسلامي" و كذا ربط خطأ المتدين بالدين من المسببات الأساسية لهذه الظاهرة، فالمسلم الحق هو بعيد كل البعد عن ما تحمله كلمة إسلامي من قدحية للفرد و معتقده الديني كما أن الدين ليس مسؤولا عن خطأ المتدين ،ما يعني أن تطرف الفرد لا يعني أن الإسلام هو السبب بقدر ما قد يعني أن خطأ في تأويل و فهم النص الديني هو السبب. أضف إليه أن الدوغمائية التي يلجأ إليها بعض رجال الدين و رفضهم نقد النص الديني تجعل الأجنبي عن الدين ينظر إليه نظرة التعصب و الإنتقاص و هذا طبيعي فعدم الفهم يولد الخوف و الكره. صحيح أن الإسلام دين كامل و تام و لا يقبل الإضافة ولكن النقد سيقويه و لن يضعفه فالعديد من أحكامه محتاجة للتحيين لتلائم العصر و تحافظ على صلاحية الدين لكل زمان و مكان كما أراد له الله عز وجل أو حتى لنتكلم عن إسلام معاصر كما يدعو له المفكر و الكاتب "طارق رمضان". و هنا سنواجه إشكالية خوف المفكرين و عدم قدرتهم على فتح الحوار حول طابوهات المجتمع و خصوصا في البلدان ذات الغالبية المسلمة ،خوف من هجوم رجال الدين الذين سيكفرونهم و يصفونهم بأرذل الأوصاف حيث أن غالبية علماء الدين ،او بالأحرى من يدعون الإلمام بأمور الدين، غير قادرين على إفتعال الحوار الإجتماعي البناء و لا على الدخول فيه و لا يستوعبون فكرة فصل السلط ، بل و يجعلون من الدين شرطا أساسيا و وحيدا في الحياة و هذا أمر غير صحيح كما أن كثرة التأويلات ولدت كثرة التيارات "الإسلامية" غير المسلمة التي تتمحور حول فكرة أن الحق معهم و أن غيرهم يبتدعون . و هنا وجبت مراجعة معايير تكويين العالم الديني ليكون قادرا على التحليل المنطقي البراغماتي البعيد عن التشدد أو التعصب و المنفتح على رأي الآخر و المؤمن بالإختلاف و أن الإنسانية سابقة للدين و أن التعايش ممكن .أما في المجتمعات الغربية فوجب تحرك فعاليات المجتمع المدني بإنخراط من المسلمين لتصحيح الصورة و محاربة الإسلاموفوبيا و هنا يجب على مسلمي هذه البلدان الإنصهار وسط المجتمع و الخضوع للقوانين التنظيمية لبلدان الإقامة أو مغادرتها . و من هنا يجب أن نستخلص أن إنتقاد النص الديني واجب لمحاربة الإسلاموفوبيا للوصول لفكرة "طارق رمضان" و الفيلسوف الفرنسي "Edgar Morin " في كتابهما المشترك "l'urgence et l'essentiel" الرامية إلى أن الإسلام ليس بالمشكل (l'Islam (n'est pas un problème