شكال الذي يتبادر إلى ذهن كل باحث في التاريخ أثناء دراسة شخصيةﻹإن ا محمد بن عبد الكريم الخطابي وخاصةً في شق المقاومة المسلحة ألا وهو إشكال جابة عنﻹلمتواضع االبحث ا ...والتي سنحاول في هذاالجمهورية الريفية تية وهي ، ما الغاية من إنشاء هذا الكيان الذي اصطلح عليهﻵالتساؤلات ا بالجمهورية الريفية؟ وما هي طبيعته؟ وهل كان انفصاليا أم تابعا للوطن الأم؟ قبل الإجابة عن التساؤلات السابقة، لا بد من استحضار ما قاله "أحمد عسه" في كتابه، "المعجزة المغربية" حيث يقول: "أن بعض الأجانب المتأثرين بالماركسية ممن أرخوا لثورات المغرب حرصوا على القول بأنه كان في ذهن محمد بن عبد الكريم الخطابي إقامة "جمهورية ريفية" منفصلة عن وطننا الحبيب، كما كان مصمما على جعل نظام الحكم في هذه الجمهورية نظاما ديمقراطيا حديثا ومختلفا أشد الاختلاف عن نظام الحكم التقليدي"
ومن هذا القول يتبين لنا أن بعض الأجانب جعلوا من حركة محمد بن عبد الكريم الخطابي حركة انفصالية عن الوطن الأم، ولا غرو لأن أعداء الوحدة الوطنية يريدون دائما البحث عن الثغرات، بغية زعزعة الوحدة الوطنية، كما أننا إذا رجعنا إلى الخلف بعض الشيء، وخصوصا خلال فترة القرن التاسع عشر، نجد عند نهاية هذا القرن، على حد تعبير الدكتور جمال حيمر_ حوالي 2000 كتاب ألف حول المغرب، وتدل كثرة هذا الإنتاج على وجود علاقة غير متكافئة بين المغرب وأروبا خلال هذا القرن ، بمعنى ننظر إلى هذا الإنتاج في حد ذاته من منطلق ارتباط المعرفة العلمية بالسلطة السياسية، بمعنى أدق أي أن العلم في خدمة السلطة، إذ شكل ذلك الإنتاج نوع من التحضير الفكري للمشروع الإستعماري، وركز بالأساس على معرفة الكيان المستهدف، من جميع المجالات تسهيلا لمأمورية الاستعمار.
من هنا نستنتج أن جل الكتابات الأجنبية تكون ذات أغراض ومصالح سياسية تهدف بالأساس إلى كسر وتشتيت وحدة ، الكيان المستهدف، وذلك من أجل ما يخدم مصالحها ليس إلا، لهذا وجب التعامل معها بحذر.
وبالرجوع إلى الرد على تلك الكتابات التي اعتبرت أن "الجمهورية الريفية" كانت ذات أبعاد انفصالية، نستحضر في هذا الصدد ما أورده "علال الفاسي" في كتابه الحركات الاستقلالية حيث يقول: أنه لم يكن تأسيس الجمهورية الريفية عدولا عن فكرة الملكية في نظر من قاموا به من زعماء الريف، ولكنهم في الحقيقة لم يكونوا يستطيعون الكلام باسم ملك المغرب، الذي جعلته ظروفه القهرية في منطقة النفوذ الفرنسي، كما أنهم لم يكونوا يريدون أن يقعوا في الخطأ الذي وقع فيه الهبة ووالده ماء العينين، حينما أعلن نفسهما ملكين بعد أن كانا من مخلصي العرش المغربي والمدافعين عنه، ولذلك فقد وجدوا حلا وسطا هو تأسيس نظام مؤقت يمكنهم من تنظيم الإدارة وتدريب الجمهور على أن يحكم نفسه بنفسه، ومتى تم التحرر الكامل لأبناء الوطن سلموا البلاد المحررة لصاحب العرش.
كما يمكن اعتبار ثورة ابن عبد الكريم ثورة وطنية بمعنى أنها تستهدف إلى تحرير التراب الوطني المغربي من المحتل الأجنبي وإقامة حكم لصالح الشعب وهو أمر لا خلاف فيه بين المؤرخين جميعا، سواء من كان منهم حر التفكير أو ملتزما بالنظرية الماركسية،وإذا كان الأمر هكذا فما دلالات اسم جمهورية ؟
إن مصطلح الجمهورية كما بدأ في فكر وسلوك أسد الريف والقيادة الريفية أنذاك، لم يكن يعني إيجاد نظام سياسي جديد في المغرب كبديل عن السلطة المركزية، حيث أننا نجد إذا تتبعنا مواقف والده ومواقفه هو، نجد التعلق الكبير بالمخزن المغربي، والرغبة الصادقة في الدفاع عنه وإبقائه قويا قادرا على إرادة البلاد ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
وفي هذا الاتجاه يقول محمد بن عبد الكريم الخطابي أن تسمية جمهورية الريف، كانت قد اطلقت على دولتنا لأول مرة من طرف الصحافة الانجليز، وأضاف بأن الريفيين لم تكن لهم أبدا جمهورية بالمعنى الغربي للكلمة، ولم يرغبوا فيها بالبث المطلق، حيث فسر هذه الكلمة بأنها من أصل إسباني أي "ريبوبليكا" (republica) ، دخلت إلى اللغة الريفية للدلالة على مجموعات محلية صغيرة، أصغر حتى من القبائل، شبيهة بمجالس الموظفين والضباط الإسبان (juntas )، وبذلك استعمل محمد عبد الكريم هذه اللفظة الإسبانية. إذن هكذا كان للريفيين عدة جمهوريات، في كل سرية للمشاة، والكلمة لم تكن تعني شيئا أخر بالنسبة للشعب الريفي.
وبخصوص طبيعة هذا النظام كان لا يشبه النظام الملكي ولا النظام الجمهوري وإنما فرضته الظروف الجديدة للقطع مع الماضي، أي ماضي الجاهلية، حيث نجده استعمله للمواجهة الخارجية وتوحيد الصفوف الداخلية المشتة.
كما أن أسد الريف على حد تعبير "أحمد عسه" نجد أنه قد ظن أن قصر حركاته في البداية على تحرير الريف يسهل عليه مهمته في وجه قوى الحماية الفرنسية والإسبانية، لهذا أوهامهم بإطلاق اسم الجمهورية الريفية، قناعة منه أن هذه التسمية وحدها تقنعهم بأنه لا يتطلع إلى طردهم من المغرب كله، وإنهاء نظام الحماية من أصله.
كما أن محمد بن عبد الكريم راسل السلطان "مولاي يوسف" ابن "مولاي الحسن الأول" رحمهم الله، مرارا وتكرارا، وعبر له عن الثقة المطلقة في ما هو مقدم عليه، قائلا له: إننا لا نريد زعامة ولا رئاسة، ولا سلطنة، وإنما هدفنا هو توحيد الصفوف الوطنية من أجل الدفاع ضد الاحتلال الأجنبي وطرد الغزاة الذين هم هادفون على استعمارنا واحتلال بلادنا وأرضنا، وبهذا فإن الريف كان دائما جزءا لا يتجزأ من المغرب أرضا وجنسا وحضارة قومية.
لم يكن هدف محمد بن عبد الكريم الخطابي الوصول إلى السلطنة وإنما كان التحرير والحصول على الاستقلال والوحدة الوطنية، التي كانت هدفه الأعلى كما أن تحرير الريف، هو خطوة أو مرحلة على طريق تحرير المغرب من الحماية الثنائية، كما حاول أن يثبت لأروبا والعالم أن المغاربة في إقليم الريف، غير عاجزين عن إدارة أنفسهم بأنفسهم، وليسوا بحاجة إلى وصاية أو انتداب أو حماية من أحد.
وعلاوة على كل ما سبق ذكره، نجد في صفوف محمد بن عبد الكريم مقاتلين من غير قبائل الريف، ولم يكن فكره يرمي بتاتا إلى إقامة دولة منفصلة عن المغرب، لأنه مدرك بأن وحدة التراب المغربي شعارا فوق النقاش في صفوف المغاربة جميعا، وكل من يخرج عليه يدرجه الشعب في صفوف أعدائه، كما أن محمد بن عبد الكريم عندما لقب نفسه بالأمير، كان في ضميره أنه من رجال صاحب الجلالة سلطان المغرب، وأن ما يسمى جمهورية الريف مرحليا، سيعود إلى الوحدة مع الوطن الأم تلقائيا، متى تم التحرير، وأن النظام الملكي في المغرب سيبقى النظام الوحيد المنبثق من ضمير المغاربة ومعتقداتهم وتاريخهم وتقاليدهم.
مما لا شك فيه أن الجمهورية المعلنة في الريف وقتئذ، لم تكن في حقيقتها ونظامها ولا في شكلها وجوهرها، شبيهة بالجمهورية كما عرفت في أوروبا، وإنما كانت عنوانا ولقبا لنوع الحكم القائم يومئذ في الريف لا أقل ولا أكثر، ولهذا كانت شيئا محليا وخاصا بأوضاع الريف الإجتماعية، والسياسية وكذلك بالعادات والمفاهيم السائدة هناك، وفي الواقع، لم يكن مدلولها إلا إتحاد القبائل المتكتلة للجهاد، تحت قيادة رؤساء الثورة، والأكثر من ذلك أن محمد بن عبد الكريم الخطابي صرح لمجموعة من الصحافيين الغربيين: أن عبارة الجمهورية الريفية غلطة كبرى من حيث التسمية، فلن تكن لنا جمهورية أبدا ولم نفكر أصلا أن تكون لنا
وعليه يمكن اعتبار الجمهورية المعلنة في الريف، كيان سياسي لم يكن يعني في جوهره الإستقلال، والإنفصال عن الوطن الأم، وخلع طاعة السلطان، وإنما كان يرمي إلى تكثيف الجهود القبلية، بغية تنظيم الجهاد تنظيما محكما وفعالا، ويعني في شكله خدعة المستعمر وإيهامه بأن الثورة الريفية لا تبيت شرا للإستعمار ومشاريعه، حتى يكسب عطفها وتأييدها، فينفلت هذا الجزء من المغرب من قبضته، وينعم السلام، وهنا تكمن الثورة الريفية التحريرية في عملها الوطني، ألا وهو طرد المستعمر الغاشم من باقي أراضي المغرب.
وفي نهاية المطاف يبقى المجال واسع أمام جل باحث في التاريخ للتوسع أكثر في أدعي ولاالموضوع لأنه موضوع شائك صراحة ويحتاج المزيد من البحث الحقيقة والكمال والسلام...
اببليوغرافي أحمد عسه: " المعجزة المغربية" دار القلم للنشر ، لبنان، بيروت الطبعة م1975-م1974الأولى . "الحركات الاستقلالية في المغرب العربي" ، الطبعة السادسة علال الفاسي: م2003،الدارالبيضاء ،. "محمد بن عبد الكريم الخطابي والكفاح من أجلماريا روسا ذي مادارياكا: محمد أونيا ، وعبد المجيد عزوزي وعبد الحميد الرايس، الاستقلال" ترجمة مطبعة النجاح الجديدة 2013الناشر تيفراز ن ءاريف ،الطبعة الأولى . محمد علي داهش: "محمد بن عبد الكريم الخطابي صفحات من الجهاد والكفاح م2002لاستعمار"، دار الشؤون الثقافية بغداد المغربي ضد ا.
احمد المفتوحي: منطقة الحسيمة عبر التاريخ، مطبعة الخليج العربي، تطوان 2015المغرب، الطبعة الثانية 20"محمد بن عبد الكريم نادرة القره محمد بن عمر علي العزوزي الجزنائي: طبعة الكرامة الرباط،م م2007في قتال المستعمرين" الطبعة الأولى، "مذكرات حياة وجهاد " التاريخ السياسي للحركة محمد حسن الوزاني : محمد حسن الوطنية التحريرية، الجزء الثاني، حرب الريف النشر مؤسسة