بات حميد شباط كالغريق الذي يتشبط بأي قشة للإفلات من الغرق المحتوم في بحر الصراعات داخل حزب الاستقلال من أجل قيادة التنظيم ومن بين المخارج المطروحة أمامه، الركوب السياسي على المطالب الاجتماعية لحراك الريف. وفي هذا الصدد استغرب عدد من قياديي حزب علال الفاسي إصرار حميد شباط الأمينالعام للحزب، على الابتعاد عن النقاش الحقيقي داخل الحزب من أجل تنظيم المؤتمر المقبل لتغيير القيادة وتحديد تصور جديد للمستقبل و الدخول في متاهات الصراع مع الدولة حول حراك الريف مستعملا خطابا مغريا للمغاربة وللمحتجين قصد استمالة التعاطف الشعبي وتخويف الدولة. وتساءل قيادي استقلالي من فئة شباب التنظيم، كيف يمكن لشباط أن يدافع عن مطالب الحراك ضد الدولة وهو الذي كان بالأمس القريب أحد أدواتها ضد حكومة بنكيران الأولى، وأحد القنوات الطيعة لإفشال عملها وتمرير خطابات الكراهية ضد حليف استراتيجي آنذاك وهو حزب العدالة والتنمية؟ مضيفا كيف يمكن لمن تحوم حوله شبهات الفساد في تدبير مدينة فاس وحول رغباته في بيع ممتلكات الحزب بطريقة غير شفافة أن يطالب بمحاسبة المفسدين؟ وفي نفس السياق أضاف ذات المصدر الذي أكد مشاركة عدد من شباب الحزب في أي مسيرة سلمية للمطالبةبالاستجابة للمطالب الاجتماعية والاقتصادية المشروعة للحراك، أن شباط يريد أن يخرج الإحتجاجات من سلميتها إلى صدام مع الدولة وأجهزتها، الشيء الذي يرفضه بالمطلق رواد الحراك الاجتماعي، مذكرا أنه سبق له أن هدد بإحراق فاس في أحد خرجاته الإعلامية العنيفة. مضيفا أن فريق الحزب بالبرلمان برئاسة مضيان، هم من طالبوا بإنشاء لجنة لتقصي الحقائق في ملف الريف، وسبق أن زاروا الحسيمة ووقفوا على جل المشاكل المستعصية ليأتي شباط محاولا الركوب على ذلك كله، قصد الخروج من حالة التهميش السياسي الذي يعيشه على المستوى الوطني والرسمي والحزبي. واستخلص ذات المصدر أن شباط يعيش آخر ايامه السياسية أمام رفض بقائه على رأس الحزب من قبل معظم قيادات و مناضلي التنظيم وهياكله الموازية التي ترغب في قيادة جديدة تعيد للحزب سطوعه وريادته، وبذلك فإن شباط مستعد لخوض أي مغامرة غير محسوبة لمصلحته السياسية الشخصية انتقاما من الجميع بما في ذلك الدولة التي تنكرت له وقطعت معه جميع قنوات الاتصال منذ مدة.