تتعالى الأصوات المُطالِبة من داخل حزب الاستقلال برحيل الأمين العام حميد شباط، حيث وقّع 19 عضواً من اللجنة التنفيذية للحزب بياناً ضد شباط يطالبه بالرحيل، كما طالبت رابطة المهندسين الاستقلاليين في بلاغ لها بنفس الشيء، بالإضافة إلى إعلان أغلب نواب ومستشاري الحزب البرلمانيين عدم دعم الأمين العام في مسعاه للترشح لولاية ثانية على رأس الأمانة العامة. وقال نور الدين مضيان، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال والنائب البرلماني، في حديث ل"نون بريس" إن "حميد شباط إنتهى، وعليه أن يرحل بهدوء لفسح المجال أمام مناضلين آخرين لقيادة الحزب وتصحيح مساره". وأَضاف مضيان أن "الجميع أصبح مقتنعاً بأن ولاية حميد شباط انتهت، خصوصاً وأنه كان قد التزم مباشرة بعد المؤتمر السادس عشر بقضاء ولاية واحدة". وأفاد القيادي البارز ورئيس الفريق النيابي للحزب في الولاية السابقة، مرحلة شباط في قيادة الحزب "وقع فيها تراجع كبير على عدّة مستويات، سواءً على مستوى النتائج الانتخابية، أو على مستوى التراجع في الخطاب السياسي لحزب الاستقلال"، مضيفاً أن "شباط رجع بالحزب خطوات إلى الوراء ونحن نقول له: لقد أخفقت في مهمّتك على رأس الأمانة العامة لحزب الاستقلال ومن الأفضل أن تغادر كي تفسح المجال لمناضلين آخرين". وعن أسباب ذلك يقول مضيان "إن حميد شباط أدخل حزب الاستقلال في صراع هو في غنىً عنه، فلم يسبق للحزب منذ تأسيسه أن كان في مواجهة مع الدولة، ولن نكون في موجهة معها، وهذه بالنسبة إلينا قناعات ومبادئ، قد نكون في مواجهة مع المخزن أو مع الداخلية، لكن الدولة ظلت تعتبر حزب الاستقلال ذراعها الأيمن". واتهم البرلماني الاستقلالي، حميد شباط بالانفراد باتخاذ القرارات دون العودة إلى قيادات الحزب قائلاً "ما نعيب على حميد شباط أنه يتخذ قرارات انفرادية دون العودة إلى مؤسسات الحزب، وفي مقدمتها اللجنة التنفيذية، بالإضافة إلى أنه متسرّع في تصريحاته، فتصريحاته تذهب مرةً يميناً ومرة شمالاً، ليس لديه سقف للتصريحات والقرارات، ونحن في الحزب اعتدنا إرجاع القرارات إلى قيادة الحزب من أجل إبداء الرأي والمصادقة، بينما هذا الأمر لم يكن في عهد شباط، لدرجة أننا كنا نتفاجأ بخروجه بتصريحات نحن ضدّها". وتابع "صبرنا عليه -شباط- طول هذه المدة لأننا كنا نقول ما دام أنه وعد بقضاء ولاية واحدة، فهذه الأمور سرعان ما ستذهب، لكن بما أنه أعلن عن نيته الترشح لولاية ثانية على رأس الأمانة العامة، فإن المناضلين وأغلبية أعضاء اللجنة التنفيذية يقولون له "لا"، يجب أن ترحل بهدوء وتفي بوعدك بعدم الترشح لولاية ثانية وإذا كانت لديك حسابات مع جهة معينة فلا يمكنك توظيف حزب الاستقلال في ذلك وهذه قناعات 80 في المائة من أعضاء المجلس الوطني". وختم مضيان حديثه ل"نون بريس" بالقول إن "حميد شباط للأسف يشتغل على فئة – حتى أتهمها بأنها مأجورة- ترفع الشعارات وتنشط في دعمه على فيسبوك، لكن العقلاء من الاستقلاليين في كل ربوع المغرب مقتنعون بأن حميد شباط انتهى".