بات واضحا كل الوضوح أن "التماسيح"و "العفاريت" و "الدولة العميقة" تريد الركوب على الحراك الشعبي بالريف لاسقاط حكومة "العثماني" بعد أن فشل البلوكاج و فشلت التزويرات في الانتخابات و فشلت كل المحاولات لتحييد العدالة (الجناح الاسلامي) لصالح تغلغل البام و الاحرار (الجناح الليبرالي). هناك محاولة لتحريف بوصلة الحراك نحو مطلب اسقاط الحكومة، بدل اسقاط الفساد و الظلم و الحكرة الذين تجاوزوا الحكومات الشكلية الصورية، و تغلغلوا في جوهر النظام السياسي للاسف. تم الضغط على العثماني و باقي الأمناء للخروج بتصريح تورطوا فيه عبر تقارير كاذبة قدمها لفتيت بصفته وزير الداخلية، ثم انقلبوا على هذا التصريح بعد فضيحة سياسية لا مثيل لها، و ها هي قناة الع.. 2M تنقل مسيرة الغضب و تأكد ان الحراك لم يتجاوز سقف مطالبه المطالب الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية، بل و أكدت ان الحراك الشعبي يتميز ب"التنظيم المحكم"، فغاب خطاب التخوين، و خطاب التهويل و الفتنة و الزعزعة و التخريب ... و بدأت اصوات ترفع من هنا و هناك أن الحكومة ادإذا كانت غير قادرة على الاستجابة فما عليها إلا "الرحيل"، و قد يتدخل الملك شخصيا ليأمر بالاستجابة للملف الحقوقي، كخطوة تأكد ان الحكومات و البرلمان و المؤسسات هي غير مؤهلة لتسيير البلاد، و أن المؤسسة الملكية كالعادة هي الجهة الوحيدة التي تسعى للاستحابة لأصوات الشعب المقهور، و هنا سنكون امام سينايرو يشبه سيناريو 20 فبراير، مع فارق بسيط ان جولة 20 فبراير اسكتت الشعب و قادت "الاسلاميين" للحكم، اما جولة الحراك الشعبي يريدون عبر ركوبها اسكات الشعب و اسقاط "الاسلاميين" بعدما ان انتهى دورهم الذي انيط بهم. بيان الامناء، و الكم الهائل من القوات، و التخوين، و الاتهامات، و تقارير القنوات التي تتغير بين ليلة و اخرى ... كل هذا ليس بالصدفة بل كل شيء له مغزى و معنى و هدف، و على الحراك و نشطائه من الكتاب و المحللين و المفكرين، ان يحموا الحراك الشعبي السلمي من أن يكون حلبة لتصفية حسابات سياسية بين "الاحزاب" و "الدولة العميقة"، و بين الاحزاب فيما بينها، و بين "عفاريت الدولة العميقة" فيما بينهم. فهل سيبرهن الحراك مرة أخى كما عودنا أنه يقظ و فطن و ذكي لدرجة أنه بقي عصيا على كل الجهات أن تركبه لصالحها و انه سيبقى كما كان و لا يزال، حراك شعبي جماهيري يسعى لرفع الفساد و تحقيق العيش الكريم ؟؟