تعيش مدينة أبي الجعد، كباقي مدن وقرى إقليمخريبكة، كل أشكال التهميش والإقصاء، حيث ترزح ساكنتها تحت وطأة الفقر بالرغم أن إقليم ورديغة يملك ثروة عالمية لا يرى أثرها على المنطقة ولا تساهم في تحقيق التنمية المنشودة. مدينة أبي الجعد حاضرة الولي الصالح أبي عبيد الله الشرقاوي، تعيش تراجعا خطيرا على عدة مستويات، منها التطبيب والخدمات الصحية، بسبب انعدام الأطر الطبية وشبه الطبية بالمستشفى المحلي، خاصة قسم الولادة الذي يعيش فراغا قاتلا، الأمر الذي ينذر بمآس اجتماعية ويدق ناقوس الخطر أن نسوة دائرة أبي الجعد الحوامل مهددات بالموت في أي لحظة وحين. الوضع الصحي بمستشفى محمد السادس بأبي الحعد يجعل المرأة البجعدية تفكر في مرارة الوضع قبل التفكير في الحمل، وذلك في غياب طبيبة مولدة بالمستشفى، فتضع أمامها سيناريو مخيف يمثل المعاناة التي ستعيشها النسوة الحوامل خلال التنقل من أبي الجعد إلى خريبكة، ثم إلى بني ملال، فتنتهي فرحة الوضع بتعذيب نفسي جراء التهميش والإقصاء والاحساس بعدم الانتماء إلى وطن يحترم كرامتهن، وتعذيب جسدي من جهة ثانية نتيجة آلام الوضع وقطع كلومترات عديدة بين أبي الجعد، وخريبكةوبني ملال. بعد الوضع ينطلق مسلسل جديد بالنسبة للأب الذي يجد الأبواب موصدة في وجهه بقسم الحالة المدنية الذي يرفض تسجيل أي مولود ازداد خارج أبي الجعد، ويطالبه بتسجيله بمكان ولادته بخريبگة دون مراعاة ما سبق من محن ومعاناة، وكأن الأم كانت في رحلة استجمامية حميمية مع زوجها، الشيء الذي يعتبره الأب شكلا من أشكال هضم حق من حقوقه وانتهاك سافر لحقوق المواطنة.