مرت سنوات والمجالس المتعاقبة على تسيير مدينة خريبكة تقدم الوعود الكاذبة وتوهم الجميع بأنها تمسك بخيط الإصلاح ومحاربة المحسوبية والزبونية وتحمل مشروعا تنمويا مندمجا يروم الرقي بعاصمة الفوسفاط وتبويئها المكانة الاجتماعية والاقتصادية التي تستحقها من حيث توفير فرص الشغل، والبنيات التحتية اللازمة وتحسين الخدمات المقدمة للمواطن الخريبكي. لا شيء تحقق سواء في عهد المجالس السابقة أو خلال ولاية المجلس الحالي الذي يقوده حزب العدالة والتنمية، حيث يبقى المواطن آخر اهتماماته، معرضا صحته للخطر و يغض الطرف على الوضع الكارثي الذي تعيشه المجزرة، دون أن يسارع الرئيس وأغلبيته إلى فتح باب الحوار مع الجزارين الذين يعتصمون لليوم الرابع داخل المجزرة، الأمر الذي حرم الساكنة من اللحوم الحمراء منذ الثلاثاء الماضي، بسبب احتجاجاهم على الحالة المزرية التي آلت غليها المجزرة و تملص المجلس من وعودها بإصلاحها وترميمها، وتجنب وقوع مآسٍ إنسانية أخرى بعدما تعرض عمال سابقون و "سلاخون" لحوادث خطيرة نتيجة سقوط باب المجزرة على أحدهم و تعرض آخرين لكسور نتيجة سقوط رافعات الأبقار" السكيطة". أخبارنا المغربية انتقلت إلى المجزرة وعاينت أماكن الذبح والسلخ التي لا تتوفر على أدنى شروط الصحة والوقاية (الصور)، حيث تنبعث الروائح الكريهة من كل مكان، وكذا وجود آليات وأبواب متآكلة صدئة، وقنوات صرف صحي متعفنة ومليئة بالدود، إضافة إلى أرضية محفورة وجدران مفككة، و سقف آيل للسقوط وزجاج النوافذ مكسور...وثقوب بكل مكان وجدت فيها العناكب أرضية خصبة لبناء بيوتها. وقال عبد الغني كباصي، نائب رئيس جمعية الجزارين للحوم الحمراء بخريبكة في تصريح للحريدة، إن السيل وصل الزبى ولم يعد الجزارون والسلاخون يحتملون العمل في هذا المسلخ الذي تنعدم فيه شروط السلامة الصحية للعاملين والمستهلك، مشيرا إلى أن المجلس البلدي هو المسؤول عن هذا الوضع المثير للاشمئزاز بسبب انعدام النظافة وانبعاث الروائح الكريمة وغياب قنوات صرف صحي تستجيب لمعاير السلامة الصحية، إضافة إلى الخفر واتساخ الجدران والحفر المنتشرة بالأرضية..... وطالب ذات المتحدث عامل إقليمخريبكة بالجلوس على طاولة الحوار لإيجاد حل جذري لهذا المشكل، الذي سيتسبب في تفاقم الوضع بالنسبة للجزارين و"السلاخين"، الكاتب العام لجمعية الجزّارين للحوم الحمراء بخريبكة، عادل الأشهب قال في تصريح للجريدة " الإضراب سيطول لأسابيع أو إلى بداية رمضان أو أكثر، مادام الوضع على ما هو عليه والمسؤولون لم يعيروا لمصلحة المواطن "المستهلك" اهتمام و للعاملين اعتبارا" مخاطبا رئيس المجلس البلدي "إنا هاهنا قاعدون...." وأضاف الأشهب ن تآكل رافعات اللحوم وأبواب "المسلخ" تسبب في وقوع حوادث خطيرة لحقت بالعاملين بعدما سقط باب حديدي على عامل نظافة، متسببا في إصابته بكسر على مستوى الرجل، وقبله سقوط رافعة اللحوم شجت رأس أحد المستخدمين، وجرى تقطيب جرحه بما يفوق 14 غرزة، مسترسلا إلى أن الجمعية جالست رئيس المجلس البلدي مرارا ونبهته إلى أن العمل ب "المسلخ" أصبح خطرا على حياة العاملين به، وأن الآليات والظروف أضحت غير مناسبة للذبح والسلخ ولا تستجيب لشروط السلامة، مستنكرا لعب المجلس بورقة "المسلخ" الجديد الذي لا زال خبرا على ورق منذ 5 سنوات. أما محمد رمزي نائب الكاتب العام للجمعية، فقد قال إن الإضراب سيتواصل إلى حين استجابة المسؤولين لمطالب الجمعية، والمتمثلة في إصلاح الاختلالات التي يعيشها "المسلخ" وأشار ذات المتحدث أن رئيس المجلس البلدي يتهرب من إصلاح "المسلخ" الحالي بذريعة هذر المال العام مادام أن "المسلخ" الجديد في الطريق، وما على العاملين من جزارين و"سلاخين" سوى الانتظار...