أكد المدير العام للفدرالية البيمهنية المغربية للحليب، عبد الرحمان بن لكحل، أن المغرب، الذي يتوفر على تجربة هامة في ما يخص سياسة الحليب والتنظيم المهني للقطاع، مستعد لتقاسم تجربته وخبرته في هذا المجال مع إفريقيا، في إطار التعاون جنوب- جنوب. وقال السيد بن لكحل، متحدثا بمناسبة الملتقى الدولي الثاني حول موضوع "الحليب كعامل للتنمية" المنعقد اليوم الأربعاء وغدا الخميس بالرباط، إن "التجربة المغربية في قطاع الحليب تعد بناءة، خاصة بالنسبة لإفريقيا. والمملكة بلغت عمليا مستوى هاما جدا من التنمية يمكن نقله إلى بلدان جنوب الصحراء". وأبرز المدير العام أنه بالنسبة لسلسلة الحليب، ورغم بعض الإكراهات والظرفيات الخارجية غير المواتية (الإنتاج الزائد وتقلب منتوجات الحليب في السوق الدولية، والجفاف، وظهور بعض الأوبئة الحيوانية كالحمى القلاعية)، حقق المغرب مكتسبات هامة، خاصة في إطار عقود البرامج المبرمة بين الحكومة والفدرالية البيمهنية للحليب. وأوضح أن إنتاج الحليب نما، ما بين 2007 و2015 ، بأزيد من 38 في المئة، وعرفت الحصة المصنعة قفزة بنسبة 45 في المئة، مما خول رفع استهلاك الحليب ومشتقاته من 54 إلى 72 لتر مكافئ للحليب لكل مواطن سنويا. من جهتها، أبرزت مديرة البحث بالمعهد الوطني للبحث الزراعي بفرنسا، سيلفي لورطال، أن المغرب بإمكانه استثمار خبرته في مجال الحليب لفائدة البلدان الإفريقية، مبرزة أن هذا الملتقى يعد فرصة لتشجيع التبادل حول ديناميكية قطاع الحليب، والرهانات الترابية، والغذائية، والمجتمعية والثقافية المتصلة بهذه المادة. أما المسؤول عن الإنتاج والصحة الحيوانية والمنظمات المهنية والطوارئ بمنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، محمد بنغومي، فقال إن سلسلة الحليب تعد مصدر دخل قار لمربي الماشية يخول التنمية الاجتماعية المندمجة بالنظر لمساهمتها الملحوظة في مقاربة النوع وإحداث مناصب الشغل، خاصة لدى النساء العاملات في هذا القطاع. وأضاف أن "سلسلة الحليب شهدت تطورا هاما خلال العقود الأخيرة، إلا أنها لا تزال تواجه عدة صعوبات ترتبط أساسا بانخفاض الاستهلاك، وضعف الإنتاجية ومردودية تربية المواشي". وأشار إلى أن (الفاو) تسعى، عبر برنامجها ، إلى دعم بلدان شمال إفريقيا في صياغة ووضع سياسة دعم لتنمية قطاع الحليب بغية النهوض بالاستثمار ودعم المنظمات المهنية لإنجاح اندماج أمثل لصغار المنتجين في سلسلة القيمة عبر تدبير أفضل للمنظمات المهنية. وتتناول أشغال الملتقى خمسة محاور أساسية، تتمثل في التطور الحديث لسلسلة الحليب بالمغرب وتنظيمها، والاستخدام المستدام للموارد المائية في إنتاج الحليب، والتزويد المحلي و/أو من خلال السوق الدولية والاتجاهات الحديثة لتربية الأبقار الحلوب، والدور الغذائي لمنتجات الألبان في نظام غذائي متوازن، إلى جانب الديناميات الاجتماعية الناتجة عن إنتاج وتسويق الحليب. وتوفر سلسلة الحليب بالمغرب 460 ألف منصب شغل دائم على طول سلسلة القيمة وتدر حوالي 13 مليار درهم كرقم معاملات، يتم ضخ حوالي 50 في المائة منها بالعالم القروي.