حرص النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يبني مجتمعًا إسلاميًا ينعم بالسلم الاجتماعي وإشاعة روح الحب والمودة بين الناس، وحثنا الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز على الإحسان إلى الجار فقال: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً}.. [النساء: 36]. وعلمنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم كيف نوفي حق الجار فقال: " أتدرون ما حق الجار؟ 1- إن استعانك أعنته. 2- وإن استنصرك نصرته. 3- وإن استقرضك أقرضته. 4- وإن أصابه خير هنأته. 5- وإن أصابته مصيبة عزيته. 6- ولا تستطل عليه بالبناء فتحجب عن الريح إلا بإذنه. 7- وإذا اشتريت فاكهةً فأهد له منها، فإن لم تفعل فأدخلها سراً، ولا يخرج بها ولدك ليغيظ ولده. 8- ولا تؤذه بقتار قدرك (رائحة طعامك) إلا أن تغرف له منها.
كما أوصانا النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله في أكثر من حديث شريف بحسن الجوار والعشرة الطيبة، فقال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره"، فربط النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين الإيمان بالله واليوم الآخر وبين إكرام الجار، يدل على أنه من لوازم الذي يؤمن بالله واليوم الآخر أن يكرم جاره، وأن يوده وأن يتفقد أحواله ويمد له يد العون، ويواسيه في مصائبه ويهنأه في أفراحه، فالذي لا يكرم جاره يكون في إيمانه نقص وخلل، في الحديث الشريف الذي رواه ابن ماجة: " أحسن إلى جارك تكن مسلماً".
ومن حرص النبي صلى الله عليه وآله وسلم على حقوق الجيرة فقد شدد على ضرورة تفقد أحوال الجيران ومد يد العون إليهم، فقال: "ليس بمؤمن من بات شبعان وجاره إلى جانبه جائع وهو يعلم".
لذلك أصبح الإحسان إلى الجار من أسباب دخول الجنة، وايذاءه من أسباب دخول النار والعياذ بالله سئل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن امرأة كثيرة الصيام والصدقة غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها فقال: "هى فى النار". فقيل: أن فلانة، فذكروا قلة صلاتها وصيامها وصدقتها ولا تؤذي جيرانها بلسانها فقال: "هى في الجنة".