دعا وزير إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، السيد نبيل بنعبد الله، اليوم الاثنين بتطوان، إلى تكثيف جهود جميع المتدخلين في القطاع من أجل إعلان مدينة تطوان مدينة دون صفيح وتعزيز الحفاظ على النسيج العتيق للمدينة. وأوضح الوزير في كلمة ألقتها بالنيابة عنه، كاتبة الدولة المكلفة بالماء، السيدة شرفات أفيلال، بمناسبة انطلاق احتفالات تخليد الذكرى ال20 لتصنيف المدينة العتيقة لتطوان تراثا عالميا للإنسانية، أن "السلطات المحلية والمنتخبين والوزارة الوصية على القطاع مطالبون بتكثيف الجهود من أجل القضاء نهائيا على دور الصفيح وإعلان مدينة تطوان مدينة دون صفيح، وكذا بتسريع وتيرة الحفاظ على النسيج العتيق لمدنية تطوان، في إطار برنامج تأهيل المباني الآيلة للسقوط للحد من الأخطار البشرية والمادية". وفي هذا الإطار، ذكر السيد بنعبد الله أن هذا البرنامج استفادت منه خلال الثلاث السنوات الأخيرة ما يناهز ألف أسرة بتكلفة إجمالية بلغت 40 مليون درهم ممولة كليا من طرف الوزارة، مشددا على ضرورة الحفاظ على التراث المبني للمدينة وإطلاق برامج تأهيل وتنمية المدينة العتيقة لتطوان ذات الرأسمال التاريخي. وأشار إلى أن "تصنيف المدينة العتيقة تراثا إنسانيا، ليعد أمانة وتكليفا باعتباره، ليس مجرد استدعاء للماضي الذي عاشه أسلافنا بكل اقتدار، ولكن لكونه أيضا وخصوصا مجالا لعيش آلاف الأسر التي تصل الماضي بالحاضر، وللنهوض بظروف عيش ساكنتها وإحداث تنمية مستدامة"، منوها بالدور الذي يقوم به المنتخبون والسلطات المحلية والمجتمع المدني في الحفاظ على تصنيف المدينة العتيقة كتراث عالمي للإنسانية. كما أعرب عن أمله بتضافر جهود جميع المتدخلين من أجل تثمين أكبر لدور هذه الحاضرة، مشيرا إلى ضرورة النهوض بهذا المجال الحضري الغني بالتجارب والعبر من الناحية العمرانية والمعمارية والحضارية باعتباره موروثا مشتركا يعبر عن تألق وغنى النموذج المغربي العربي الأندلسي بروافده المتعددة. وفي هذا السياق، أبرز الوزير الانعكاسات الاجتماعية والاقتصادية لمشاريع التأهيل الحضري المنجزة أو في طور الإنجاز والتي جاوزت قيمة مساهمة الوزارة في تمويلها 700 مليون درهم من أجل المحافظة على التراث المعماري والإنساني الأصيل للمدينة العتيقة. من جهة أخرى، اعتبر السيد بنعبد الله أن هذه التظاهرة تعد فرصة لتلاقح أفكار المثقفين والفنانين والخبراء بالمنتخبين وصانعي القرار ولاستحضار المسؤوليات المعنوية تجاه مدينة تجسد بحق شاهدا على عبقرية المكان باعتباره إرثا حضاريا مبنيا. ويتخلل هذه التظاهرة، التي تنظمها الجماعة الحضرية لتطوان بشراكة مع عمالة تطوان على مدى يومين، تنظيم سلسلة من الأنشطة السوسيوثقافية والفنية تحت شعار " تطوان 5 قرون من الحضارة و 20 سنة من العالمية". وستقام بالمناسبة، سلسلة من الندوات لبحث العديد من المواضيع منها "تطوان تراث عالمي للانسانية.. متطلبات الحفاظ واستثمار المكتسبات" و" تثمين التراث الثقافي ..تجارب وطنية ودولية" و"دور الجماعات الترابية والمؤسسات العمومية في المحافظة على التراث الثقافي : نموذج مدينة تطوان". وتشكل هذه الاحتفالات رافدا حيويا للدعوة للمحافظة على التراث الحضاري للمدينة العتيقة لتطوان والنهوض بالوجهة السياحية للحمامة البيضاء على المستويين الوطني والدولي.