على ضي الشموع أحيى الصندوق العالمي للطبيعة مساء أمس السبت حفلا ساهرا بالمجمع التجاري (موروكو مول) بالدار البيضاء الذي اطفئت أنوار مصابيحه وأجهزته الكهربائية غير الأساسية وذلك على امتداد ساعة كاملة ابتداء من الثامنة والنصف الى حدود الساعة التاسعة والنصف، تخليدا للتظاهرة العالمية " ساعة الأرض" التي تنظم في شهر مارس من كل سنة. وتأتي هذه المبادرة الأولى من نوعها بالمغرب في إطار فعاليات التظاهرة العالمية وذلك اسهاما في محاربة تداعيات التغيرات المناخية عبر الانخراط في سلسلة من الحملات التوعية للتعريف بمدى أهمية الاقتصاد في الطاقة والتخفيض من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وبالمناسبة أكد فوزي معموري مدير مكتب الصندوق العالمي للطبيعة بشمال إفريقيا في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء أن هذا الحدث الفني والتحسيسي، المنظم في إطار برنامج مشترك مع جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بالمغرب، هو استحضار لما جاءت به التظاهرة منذ نسختها الأولى في 2007 بمدينة سيدني الاسترالية حيث تم الوقوف على مستوى التدهور البيئي الذي يتعرض له المجال الطبيعي لكوكب الأرض وذلك في محاولة لإشراك كافة الاطراف المعنية من أجل التأسيس لبناء مستقبل أفضل. وأشار إلى أن هذا الاحتفال المقام حاليا بالدار البيضاء وفاس ، شمل خلال السنة الفارطة حوالي 7 آلاف مدينة عبر العالم موزعة على 178 دولة فضلا عن 12 ألف و700 من المعالم المشهورة عالميا من قبيل (برج إيفل( و (قوس النصر) و(بيغ بن) ومبنى (إمباير ستيت) ودار (أوبرا سيدني). وأبرز أنه تم بالمناسبة كذلك تسجيل مليونين و427 ألف مبادرة من أجل النهوض بالطبيعة (المياه والغابات والطاقات المتجددة ...) بما في ذلك العمليات الميدانية، والأنشطة الرقمية والعرائض المناخية ،فضلا عن5ر2 مليار من الانطباعات المدونة ما بين شهري يناير ومارس 2016 بالموقع الاجتماعي "تويتر". وأضاف أن تنظيم هذا اللقاء مع المجموعة التجارية مروكومول شكل فرصة لحشد فعاليات المجتمع المغربي (أفراد وشركات ومجتمع مدني) للسير قدما في المسار الذي تنخرط فيه المملكة حيث حققت الاستراتيجية الطاقية الوطنية للحد من التبعية الطاقية نتائج معترف بها دوليا في مجال الطاقات المتجددة، في الوقت الذي لازالت فيه المساعي متواصلة في مجال النجاعة الطاقية اسهاما في توفير الطاقة. وخلص الى أنه في ظل الفرص المتاحة أمام العديد من بلدان العالم فقد وقع الاختيار بالمغرب على منطقة سبو من اجل احداث أول صندوق من نوعه على مستوى شمال افريقيا والذي يصطلح عليه ب"صندوق ماء سبو" حيث ستضخ به السيولة المالية الكافية للمساهمة في حماية التنوع البيولوجي و النظم الإيكولوجية و كذا لتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة. ويمثل هذا الصندوق التضامني ،حسب السيد فوزي معموري، تجربة فريدة من نوعها في شمال أفريقيا و أداة مبتكرة لحفظ وإدارة المياه من شأنها أن تجعل من المغرب بلدا رائدا في المنطقة، داعيا كافة المؤسسات المواطنة و الفاعلين للمساهمة في إنجاح هذا المشروع الحيوي.