تحتضن مدينة مراكش، غدا السبت ، حدثا تحسيسيا في المجال البيئي ، تحت شعار "ساعة من أجل الأرض"، ستطفئ خلاله المدينة الحمراء الأنوار لمدة ساعة من أجل الأرض (ما بين الثامنة والنصف والتاسعة والنصف ليلا). وتهدف هذه المبادرة ذات الدلالة الرمزية الكبيرة، المنظمة من قبل جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بمشاركة الصندوق العالمي للطبيعة، إلى تشجيع الساكنة المحلية وحث ممثلي جمعيات المجتمع المدني والمجالس الجماعية والمؤسسات التعليمية والإدارات الخدماتية، على الانخراط في هذا اليوم التحسيسي الإيكولوجي على غرار ما صار تقليدا سنويا بالعديد من الدول والمدن العالمية. وأوضح ممثل الصندوق العالمي للطبيعة السيد فوزي المعموري ، في ندوة صحفية نظمت مساء أمس الخميس بمراكش، أن هذه المبادرة البيئية تتوخى ترسيخ الإدراك العميق لدى المواطنين بتفاقم مخاطر التغيرات المناخية وتأثيرها على رفع درجة حرارة الأرض بكل ما لذلك من انعكاسات سلبية تهدد استمرار الحياة عليها، ونشر ثقافة الحفاظ على الطاقة الكهربائية وحماية البيئة. كما يهدف هذا اليوم التحسيسي، يضيف السيد المعموري، إلى إقناع العموم بضرورة الانخراط والتعبئة الجماعية المندمجة في كل المبادرات الواقية والمسهمة في الحد من استعمال الطاقة الأحفورية المتولدة من النفط والفحم والغاز الطبيعي، في أفق تعميم الطاقة المتجددة والنظيفة (الشمسية والريحية والمائية)، وإقناع المجتمع بضرورة تبني سلوكات صديقة للبيئة وضامنة لاستمرارية الحياة فوق الأرض. ويتم تصنيف مثل هذه المبادرات كتفعيل إجرائي للنتائج التي أسفرت عنها قمة (كوب21) بباريس في دجنبر 2015 ، والتي التزم فيها ممثلو 195 دولة بالعمل على خفض ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى ما دون درجتين والسعي للوصول بها إلى درجة ونصف، مقارنة مع ما كانت عليه حرارة الأرض قبل الثورة الصناعية. كما تعتبر خطوة فعالة في مجال المساهمة في التحضير لإنجاح قمة (كوب22) في نونبر 2016 بمراكش كمحطة هامة لبلورة وتفعيل قرارات مؤتمر الأطراف 21 بباريس. ويتضمن برنامج هذه المبادرة، التي يتبناها أزيد من مليار شخص عبر العالم، أنشطة تربوية وإيكولوجية وسباقا على الدراجات الهوائية وتنشيطا موسيقيا وفلكلوريا وملصقات إشهارية وفيديوهات وحملات للتشجير والنظافة. وتعتبر حملة "ساعة من أجل الأرض" حدثا عالميا بارزا يتم خلاله إطفاء الأضواء والأجهزة الالكترونية غير الضرورية لمدة ساعة واحدة خلال شهر مارس من كل عام، وذلك لرفع الوعي بخطر التغيرات المناخية. يذكر أن حملة ساعة من أجل الأرض بدأت من مدينة سيدني الأسترالية عام 2007 فاستخدمت المطاعم شموعا للإضاءة وأطفئت الأنوار في المنازل والمباني البارزة بما فيها دار الأوبرا وجسر هاربور.