قال أحمد مفيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة فاس، أن سر نجاح سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المعين الجديد، في إخراج حكومة قوية ومنسجمة يكمن في قدرته على التمييز بين مؤسسة رئاسة الحكومة وبين الحزب الذي ينتمي إليه، ما سيمنحه مجالا رحبا للتفاوض بأريحية مع كل الأحزاب الممثلة في البرلمان. وفي تصريح لموقع "العربي الجديد"، أضاف أحمد مفيد أنه في حال تم اللقاء مع إلياس العماري، الأمين العام لحزب "الأصالة والمعاصرة"، فإن ذلك سيكون أول لقاء بين رئيس حكومة من "العدالة والتنمية" مع زعيم "الأصالة والمعاصرة"، والذي اختار الاصطفاف في فالمعارضة في فترة ولاية عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المعفى من طرف الملك. وأكد مفيد أن "تكليف العثماني بتشكيل الحكومة الجديدة قد يشكل انفراجاً للأزمة التي رافقت مشاورات تشكيل الحكومة، رغم أن هذه المهمة ليست بالسهلة"، مما يفرض اتفاق الأحزاب المعنية حول صيغة متوافق حولها للهندسة الحكومية، وبرنامج العمل الذي ستتقدم به إلى البرلمان". وتابع المحلل بأنه يتعين على الأحزاب السياسية المعنية بالمشاورات ألا تضع شروطاً مسبقة للمشاركة"، مردفا بأن "جميع الأحزاب المعنية يجب أن تستحضر المصلحة الوطنية ونوعية التحديات التي تواجهها البلاد، بغية التوصل لحكومة منسجمة ببرنامج قوي يستجيب للمتطلبات الأساسية للمغاربة".