يبدو أن المغرب بدأ يدرس وبشكل جدي احتمال اللجوء إلى الخيار العسكري لوقف الاستفزازات المتواصلة التي باتت تنهجها جبهة البوليساريو منذ دجنبر الماضي في المنطقة العازلة التي تفصل بين المغرب وموريتانيا. فالملك محمد السادس وخلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه يوم أمس مع الأمين العام الجديد للأمم المتحدة طابه باتخاذ الإجراءات العاجلة واللازمة لوضع حد لهذا الوضع غير المقبول، الذي يهدد بشكل جدي وقف إطلاق النار ويعرض الاستقرار الإقليمي للخطر، في إشارة أن استمرار صمت المملكة وانتهاجها لسياسة ضبط النفس قد لا يستمر طويلا. فالمغرب يخشى من أن يعتبر أعداؤه هدوءه ورزانته بمثابة ضعف أو خنوع، وهو الأمر المجانب للصواب لأن القوات المسلحة الملكية توجد في الوقت الحالي على أهبة الاستعداد لصد أي عدوان ومنع أي توغل لمرتزقة البوليساريو داخل التراب المغربي، وبالتالي فإن المكالمة الملكية ليوم أمس كانت بمثابة التحذير الأخير .