بالرغم من الدينامية والحركية التي دبت في شرايين حزب التجمع الوطني للأحرار وسعيه إلى الانبعاث من جديد والعودة إلى قوة افتقدها منذ عقود خلت، فإن أخنوش رئيس الحزب لن يستطيع مجاراة حزب العدالة والتنمية و التفوق عليه عدديا، بسبب الاختلاف الحاصل بين الحزبين من حيث الأفكار و منهجية العمل و الفئة المستهدفة. فمنذ اعتلى عزيز أخنوش، كرسي الرئاسة في حزب الأحرار، شرع في صناعة آلة انتخابية كاسحة لمواجهة البيجيدي في المعارك الانتخابية المقبلة، و محو الصورة الباهتة التي التصقت بالحزب في انتخابات 7 أكتوبر، محاولا الاستفادة من هزيمة حزب الأصالة والمعاصرة أمام المصباح، حيث عمد أخنوش إلى التنقل بين مختلف جهات المملكة و عقد لقاءات مع القواعد والمتعاطفين و استطاع استقطاب رجال أعمال وأعيان وسياسيين سابقين بأحزاب أخرى وعينهم منسقين للحزب بعدة أقاليم، متناسيا الشريحة العريضة التي تقصد صناديق الاقتراع في كل موعد انتخابي، وهي الشريحة التي يستهدفها إخوان بنكيران على مدار السنة وفي كل المناسبات، مستغلين الدروس الدينية في الأحياء، والمناسبات الدينية (رمضان-عيد الفطر- عيد الأضحى) وأخرى اجتماعية من قبيل الدخول المدرسي وكذا التواصل اليومي مع الفئات المهمشة. إن الخلطة التي يحاول أخنوش صنعها بدمج بين قيادات بارزة في الأحرار، وكتيبة من رجال الأعمال والأعيان الذين لم تكن تربط أغلبهم أي صلة بالحزب أو حتى بالعمل السياسي، فضلا عن عدم وجود أي رابطة إديولوجية بينهم، أتى بهم عزيز أخنوش وعينهم دفعة واحدة منسقين جهويين وإقليمين لحزبه في أكبر وأسرع عملية تغييرات تنظيمية يشهدها هذا الحزب، لكنها حسب المتتبعين لن تأتي بنتائج كبيرة مادامت تركز على فئة الأغنياء والأثرياء مادام التفكير السائد براغماتيا نفعيا، في حين يعمل حزب العدالة والتنمية على صناعة خلطة من المناضلين المخلصين (شبيبة- حركة- نقابة) وفئات يتم إعدادها طوال خمس سنوات لتكون جاهزة للتصويت على الحزب، وبالتالي يحقق التقدم والتفوق المنشود والمسطر له. هذا التفاوت في التفكير والتخطيط وتحديد الفئة المستهدفة بين الحزبين قال عنه محمد الناجي، الخبير السوسيولوجي، بأن التجمع الوطني للأحرار وإن كان منسجما مع نفسه من حيث تعيينه مقاولين كمنسقين، فإنه( الحزب) لن يتمكن من مواكبة سرعة حزب المصباح، بكون أخنوش و قيادات حزبه لا يدافعون عن مصالح الطبقات الشعبية بل يدافعون عن فئة الأثرياء"، مما يعطي انطباعا على أن "الانسجام التنظيمي لا يكفيه لتحقيق الفعالية، لأن الشرائح الشعبية العريضة لا يمكن إقناعها بهذه الطريقة". الأمر الذي يبرع فيه حزب العدالة والتنمية الذي يعتمد الدين والقرب من المواطنين