دعا مشاركون في "لحظة تكريم محمد الحيحي"، أحد رواد الحركة التربوية والحقوقية الوطنية، أمس السبت بالدار البيضاء، إلى إعادة الاعتبار للعمل الجمعوي التطوعي باعتباره إحدى الآليات والقنوات المساهمة في ترسيخ قيم التضامن والمواطنة، وإدراجها وفق مقاربة تشاركية في إعداد وتنفيذ السياسات العمومية خاصة في قطاعي الطفولة والشباب. وتوقف المتدخلون، في هذا اللقاء الذي احتضنه فضاء المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالمعرض الدولي للكتاب والنشر بالدار البيضاء في دورته الثالثة والعشرين (9 - 19 فبراير الجاري)، عند الدور الذي اضطلع به رموز الحركة الجمعوية الوطنية في معركة تحرير البلاد من ربقة الاستعمار والمساهمة الفعالة في مختلف مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية. وشدد المشاركون في هذا التكريم، الذي نظمته "حلقة الوفاء لذاكرة محمد الحيحي" بتعاون مع الجمعية المغربية لتربية الشبيبة، على ضرورة توحيد الجهود بين مكونات الحركة الجمعوية التربوية واستثمار رصيدها وتراثها لتطوير عملها ارتباطا بالتحولات الوطنية والدولية مع إيلاء أهمية خاصة لقضايا الشباب والطفولة. ويرى ياسين شكري، رئيس اتحاد المنظمات المغربية التربوية الأسبق والفاعل الجمعوي التربوي والحقوقي، أن تطوير العمل الجمعوي رهين بتطبيق ثلاثة مبادئ هي مبدأ الاختيار ومبدأ التطوع وأخيرا مبدأ المشاركة. وأكد أن لا وجود لعمل جمعوي دون حرية الاختيار، فهو فعل ذاتي يمارسه الفرد في البداية ليصبح بعد ذلك مبدأ عاما ينخرط فيه داخل الجماعة، فضلا على أنه يتعين أن تتوفر كل جمعية على أدبيات تنير طريقة منخرطيها، وهذا لا يعني التنكر لحقوق أساسية كالحق في الاختلاف والحق في النقد، والتي هي حقوق لا يجوز التنازل عنها. ومن جهته، طالب حسن أميلي، أستاذ التاريخ بكلية الآداب والعلوم الانسانية بالمحمدية بالخصوص، بالعمل على صيانة وحفظ ذاكرة ورموز العمل الجمعوي التطوعي عبر القيام بدراسات وأبحاث علمية تؤرخ لمختلف مسارات الحركة التربوبة الوطنية لجعلها نبراسا للأجيال الصاعدة مع تكثيف الاهتمام بالقضايا المرتبطة بالتربية والتعليم والمرأة. أما عبد الإله حسنين، الكاتب العام لحركة الطفولة الشعبية، فأكد أن المرحوم الحيحي كان رجل العمل الجمعوي الوحدوي بامتياز، لأن رؤيته الوحدوية كانت دائما حاضرة كأطروحاته أثناء اللقاءات التي كانت تجمع الجمعويين التربويين من مختلف الأطياف والمشارب معتبرا أن الحركة الجمعوية المغربية في حاجة اليوم الى تمثل أفكاره وقيم المواطنة التي دافع عنها. وكان رئيس "حلقة الوفاء لذاكرة محمد الحيحي"، جمال المحافظ، قد قدم في مستهل هذا اللقاء الذي شارك فيه العديد من ممثلي الهيئات الجمعوية التربوية والشبابية والحقوقية والإعلامية وشخصيات جايلت المحتفى به، الذي توفي سنة 1998، أرضية هذه التظاهرة والأدوار التي اضطلع بها الراحل، أحد المؤطرين الرئيسيين لمشروع طريق الوحدة سنة 1957، ومساهمته في مجالات الطفولة والشباب، والعمل التطوعي والحقوقي.