ما إن يأتي البرد حتى تبدأ الأمراض المترافقة معه بالظهور، ومنها التهاب الرئتين، الذي يصيب الآلاف. وإذا تأخر اكتشاف هذا المرض ومعالجته فقد يصبح الأمر خطراً على حياة المصاب. قديماً كان التهاب الرئة مرضاً قاتلاً، حيث يموت ثلث المصابين به. الأمر تحسن مع اكتشاف المضادات الحيوية، ولكن رغم ذلك مازال الكثيرون يضطرون لدخول المستشفى عند الإصابة بهذا الالتهاب. والتهاب الرئة هو مرض مزمن ينتج غالباً بسبب البكتيريا. وحتى الأطفال الرضع معرضون للإصابة بهذا المرض بسبب بكتيريا "العنقوديات الذهبية". وفي حالات غير شائعة قد تسبب الفطريات، أو الفيروسات هذا الالتهاب، وكذلك بعض المواد السامة أو الأجسام الغريبة التي تدخل إلى جهاز التنفس يمكن أن تعكر صفو الرئة وتؤدي إلى التهابها. وحينها يوصف المرض طبياً بالتهاب رئوي لا نمطي. كيفية انتقال العدوى تكفي بضع قطرات صغيرة لنقل العدوى. فمثلاً إذا عطس أو سعل أو تكلم شخص مصاب بالالتهاب الرئوي، فإن القطرات الصغيرة، التي تحتوي على العصيات المسببة للمرض، والتي تخرج من فمه وأنفه قد تنتقل ببساطة للأشخاص المتواجدين بقربه، فبمجرد أن يستنشقوها من الهواء المحيط تكون العدوى قد انتقلت إليهم. وفي الواقع، هناك أناس كثيرون يحملون البكتيريا في أجسامهم، دون أن يصابوا بالتهاب رئوي. وذلك لأن هذا المرض يبدأ عندما يضعف جهاز المناعة ويعجز عن مكافحة مسببات هذا المرض من بكتيريا وفيروسات. لذلك فإن الأطفال الرضع وكبار السن وكذلك من لديهم أمراض مزمنة في الرئة أو القلب أو الكلية يكون عرضة أكثر من غيرهم للإصابة بالالتهاب الرئوي لأن الجسم يعجز التصدي لمسببات المرض. كما أن النيكوتين، الناتج عن السجائر، يعتبر مثلاً جسماً غريباً يؤدي إلى إضعاف جهاز المناعة عند الإنسان ويجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، بحسب موقع "فوكوس" الإلكتروني. ومن أبرز أعراض الالتهاب الرئوي السعال وارتفاع درجة الحرارة إلى حوالي 40 درجة مئوية أحياناً. ومن الأعراض أيضاً ارتفاع معدل نبض القلب، وكذلك الشعور بالبرد بدون سبب، وضيق التنفس، والشعور بالألم في عظم القص، وخروج بلغم لونه أصفر إلى أخضر، وأحياناً مترافقاً بخروج دم. المضاعفات في حال عدم معالجة الالتهاب الرئوي بشكل سريع، قد يتطور الأمر إلى حدوث تسمم في الدم، ما يشكل خطورة على حياة المصاب. وقد تظهر لدى المصاب حالة فشل تنفسي، أي أن الرئة لا تستطيع تلقي ما يكفي من الأوكسجين. ومن أخطر أنواع التهابات الرئة، تلك التي يتم التقاط عدواها في المستشفيات، لأنها من النوع الذي تصعب معالجته، بعد أن تكون قد تحصنت ضد المضادات الحيوية. العلاج عندما يشكو المرضى من ارتفاع الحرارة، فيجب أن يتجنبوا أي إجهاد جسدي وأن يخلدوا للراحة في السرير، كما يذكر موقع "مركز الصحة" الألماني. حوالي ثلث المصابين بالالتهاب الرئوي يجب أن يتم علاجهم في المستشفى، عندما تظهر أمراض أخرى مرافقة أو صعوبات في التنفس. كما يتم إسعاف الأطفال إلى المستشفى عند إصابتهم بهذا الالتهاب. وعموماً بعد أن يتأكد الطبيب من إصابة المريض بالالتهاب الرئوي الاعتيادي، فإنه يصف له مضادات حيوية، كالبنسلين، لتقوم بمساعدة نظام المناعة على مقاومة المسببات.