يلتئم اليوم السبت وغدا الأحد بالصويرة، ما يقارب 400 من الشباب الرواد ورجال الغد المعروفين بانخراطهم في الحياة الجمعوية وإذكاء روح المواطنة، يمثلون 8 بلدان بحوض المتوسط، وذلك بهدف المساهمة في تحقيق اندماج أفضل للمنطقة الأورو متوسطية. ويناقش هؤلاء الشباب، وضمنهم مسؤولون في مجال السياسة ورؤساء مقاولات وصحفيون ومفكرون وفاعلون جمعويون، في إطار الدورة الثانية للمنتدى الأورو متوسطي للشباب الرواد، مواضيع ذات راهنية وقضايا تهم الانشغالات المشتركة بالنسبة لدول جنوب وشمال حوض المتوسط من قبيل ظاهرة التطرف والثورة الرقمية ومكافحة التغير المناخي والمساواة بين الرجال والنساء ودور الثقافة. وأكد السيد أندري أزولاي، مستشار صاحب الجلالة، والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موغادور ، في كلمة خلال افتتاح أشغال هذا المنتدى، أن "الفضاء المتوسطي يواجه اليوم تحديات تعود لحقب سالفة"، مسجلا أن المغرب والصويرة بشكل خاص "تعد أرضا تغذي التنوع على المستوى الثقافي والحضاري". وأبرز في هذا الصدد، أن الذاكرة الجماعية المغربية تتغذى من هذا التنوع، مؤكدا " نحن نعيش على نحو جماعي ولا أحد يمكنه أن ينكر هذه الحقيقة". من جانبه، أبرز سفير فرنسا بالمغرب جون فرانسوا غيرولت، أن الهدف من هذا المنتدى يتجلى في تكوين شبكة متوسطية للشباب من أصحاب القرار والتحفيز على الانخراط والمشاركة في النقاش العمومي المتعلق بالجيل الجديد، مبرزا أن حوض المتوسط يتعين أن يكون فضاء للبناء المشترك من أجل ازدهار شعوبه. وأضاف أن الشباب أصحاب القرار سيناقشون مواضيع هامة جدا من بينها، التطرف الذي "يهدد انسجام وتماسك مجتمعاتنا" وقضية التغير المناخي . وبدوره، أكد مستشار التعاون والعمل الثقافي والمدير العام للمعهد الفرنسي بالمغرب جون مارك بيرتون، أن منتدى الصويرة من شأنه إتاحة إمكانية إرساء الالتقائية على مستوى الأفكار والخروج بتوصيات حول قضايا تعتبر ذات أولوية بالنسبة لشمال وجنوب المتوسط على حد سواء. وأشار إلى أن النسخة الأولى لهذا المنتدى لقيت نجاحا كبيرا حيث عرفت التئام أزيد من 200 شخص بالصويرة لمناقشة عدد من الانشغالات المشتركة لدى هؤلاء الشباب من خلال العديد من المداخلات القيمة. ويسعى هذا المنتدى، المنظم من قبل سفارة فرنسا بالمغرب بشراكة مع مؤسسة أنا ليند وجمعيتي "ماروك بليريال" و"الصويرة موغادور" واتحاد الشباب الأورو مغاربي، إلى التشجيع على الانخراط والمشاركة في النقاش العمومي للجيل الجديد. كما يتوخى المساهمة في تكوين زعماء الغد واندماج الفضاء المتوسطي والتقريب بين ضفتي المتوسط وتشجيع الحوار بين الثقافات.