ستظل أرباح سامسونغ تعاني لمدة 6 أشهر على الأقل من فشل جهاز غالاكسي نوت 7، لكن العملاق الكوري الجنوبي يعول على زيادة في مبيعات هواتفه الذكية الأخرى للتخفيف من وطأة الصدمة. توقف أنتاج نوت 7 الثلاثاء، بعد شهرين على إطلاقه بسبب عيوب يمكن أن تؤدي إلى انفجار الجهاز. ودعت المجموعة العالمية كل موزعيها إلى التوقف عن بيعه. وأقرت سامسونغ الثلاثاء، بالفشل التام لمنتجها ودعت ملايين الأشخاص الذين اشتروه في مختلف أنحاء العالم إلى إطفائه كإجراء للسلامة مما يشكل ضربة قوية للشركة التي تفاخر بجودة أجهزتها ذات التقنية العالية. وبعد يومين على نشر سامسونغ تخفيضاً لتوقعاتها بالأرباح في الفصل الثالث للعام 2016، نشرت المجموعة الجمعة تحذيراً جديداً حول النتائج في الأشهر ال6 المقبلة. وقدرت الشركة أن فشل نوت 7 أحد أسوأ إخفاقاتها التجارية، ستستمر انعكاساته على هوامش الأرباح حتى مارس (آذار) 2017 وهي فترة تشمل خصوصاً أعياد نهاية العام التي تعتبر حاسمة للمبيعات. وقدرت الخسائر بنحو 2500 مليار وون (ملياري يورو) في الفصل الرابع للعام 2016 وبنحو مليار وون (799 مليون يورو) للفصل الأول من العام 2017، حسب بيان للمجموعة. وتابع البيان أن مجموعة "سامسونغ الكترونكس تعتزم تطبيع نشاطاتها المتعلقة بالهواتف النقالة من خلال زيادة مبيعات المنتجات البارزة مثل غالاكسي اس 7 وغالاكسي اس 7 ايدج". في مطلع سبتمبر (أيلول) الماضي، سحبت سامسونغ 2,5 مليون نموذجاً من غالاكسي نوت 7 لأن العديد من هذه الأجهزة التي تعتبر منتجاً وسطاً بين الجهاز اللوحي والهاتف الذكي اشتعلت فيها النار أو انفجرت. وكان سيكون من الممكن استيعاب تبعات هذه الأزمة لو لم تشتعل النماذج الأولى التي وزعتها الشركة بدلاً من نوت 7، مما حملها على وقف إنتاج الجهاز تماماً. وتجلت الأزمة بتراجع بين الإثنين والأربعاء ب10% من رسملة السوق أي ما معناه خسارة بنحو 20 مليار يورو للمجموعة الصناعية الكورية الجنوبية. ولم يتوقف النزيف المالي إلا الخميس، عندما أقفل سهم المجموعة للمرة الأولى على تحسن ب1,4%. الجمعة سجل السهم عند الساعة 11,30 (02:30 توقيت غرينيتش) تحسناً ب0,58%. وكانت المجموعة خفضت توقعاتها للنتائج الأربعاء في الفصل الثالث من العام 2016، وأعلنت أن أرباحه ستكون أقل بمقدار الثلث في هذه الأشهر الثلاثة. وباتت سامسونغ تعول على أرباح بقيمة 5200 مليار وون (4,17 مليار يورو) في مقابل 7,800 مليار وون أعلنتها في السابق. وبررت المجموعة انبعاث الدخان من بعض الأجهزة بانفجار بطارية يصنعها مزود لم تذكر هويته لكن عدداً كبيراً من المراقبين يقدرون بأن الأمر يتعلق بفرعها "سامسونغ اس دي آي". لكن بعض الخبراء يشكون في أن أساس المشكلة مرده إلى برنامج خاص بالجهاز وفي قرار المجموعة تسريع انتاجه استباقاً للإعلان عن هاتف آي فون 7 لمنافستها الكبرى أبل. وتعهدت سامسونغ في بيانها الصادر الجمعة ب"التركيز على تحسين سلامة المنتجات من خلال ادخال تعديلات كبيرة على إجراءات مراقبة النوعية". ويجمع غالبية المحللين على القول إن المجموعة لن تتضرر بالانعكاسات المالية الفورية بل باستعادة ثقة المستهلكين في صورة علامتها التجارية. وعلى الأمد القصير، تحاول المجموعة الحد من انتقال مستهلكيها إلى المنافسين من خلال تقديم حسم لمالكي نوت 7 الذين يوافقون على استبداله بمنتج آخر من صنع سامسونغ.