أشار تقرير جديد نشرته صحيفة بلومبيرغ إلى أن تكلفة استدعاء شركة سامسونغ للملايين من هواتفها الذكية من فئة الفابليت “نوت 7” Note 7 لن تكون رخيصة، حيث قد تضطر الشركة الكورية الجنوبية إلى إنفاق ما يصل إلى مليار دولار. ويأتي ذلك بعد قرار سامسونغ الأخير باستبدال كل هواتف نوت 7 الجديد والبالغ عددها 2.5 مليون هاتف التي تم شحنها منذ تم عرض الهاتف للبيع قبل أسبوعين، وقد تم العثور حتى الآن على حوالي ثلاثة عشر جهاز كانت البطارية سبباً لاشتعال النيران فيها وانفجارها. ورغم أن الشركة لم تصرح بشكل علني عن التكلفة التي ستتحملها مقابل استبدال جميع الأجهزة، إلا أن كوه دونغ جين رئيس قسم الهواتف الذكية لدى سامسونغ قد أشار في مؤتمر صحفي إلى أن التكلفة تعتبر “مفجعة”. وتأتي هذه الأحداث في توقيت سيئ للغاية، حيث كانت الشركة تستعد لحصد ثمار نجاح جهاز غالاكسي نوت 7، والذي كان من المفترض أن يساعد في دفع أسهمها إلى مستوى قياسي الشهر الماضي، ورفع أرباحها الفصلية إلى أعلى مستوى منذ عامين. وكان من المفترض أن يكمل هاتف نوت 7 تشكيلة المنتجات التي من شأنها المنافسة بشكل مباشر مع هواتف آيفون الجديدة التي تستعد شركة آبل للإعلان عنها خلال أيام. ويشير المحللون إلى محاولة شركة سامسونغ الرائدة في سوق الهواتف الذكية العاملة بنظام أندرويد تفادي أي خطر يصيب علامتها التجارية، وأن الضرر المحتمل للسمعة أكبر بكثير بالنسبة لها من الخسائر المالية على المدى القصير. ولا يمثل التأثير المقدر لعملية الاستبدال سوى أقل من 5 في المئة من صافي الدخل المتوقع لشركة سامسونغ، والذي يقدر بحوالي 23 تريليون وون كوري جنوبي (20.6 مليار دولار) هذا العام. ورغم عدم قيام الشركة بالتصريح حول الجهة المزودة للبطاريات إلا أن المعلومات تشير إلى إمكانية قيام شركة سامسونج SDI، الشركة المصنعة للبطاريات التابعة لشركة سامسونغ، بتحمل جزء من تكاليف الاستدعاء. وتزود شركة SDI الشركة الأم سامسونج بما نسبته 70 في المئة من حاجتها للبطاريات، بينما تقوم الشركة الصينية لصناعة البطارية Amperex بتزويد سامسونج بنسبة 30 في المئة. وتشير البيانات إلى حصول شركة سامسونج للإلكترونيات على نحو 600 دولار إيرادات و108 دولار أرباح تشغيلية مقابل كل هاتف جالاكسي نوت 7 تبيعه. وقد كانت الشركة تهدف إلى شحن حوالي 4 إلى 5 ملايين هاتف خلال الربع الحالي، وبين 8 و9 مليون هاتف خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2016. وقد عملت شركة سامسونغ، بعد نزاعات قانونية مؤلمة وطويلة مع شركة آبل، بشكل جاد على إعادة بناء سمعتها فيما يخص الجودة والإبتكار من خلال ريادتها في مجال الأجهزة ذات الشاشات الكبيرة والمنحنية. وحصل هاتف نوت 7 على الكثير من الإعجاب عند قيام الشركة بالإفراج عنه، وتحسنت نسبة المبيعات بشكل مبكر واستفادت من غياب هواتف آيفون الجديدة، وقد توقفت الآن عملية المبيعات في 10 بلدان تم إطلاق الهاتف بها بشكل رسمي. ويعمل لدى شركة سامسونغ للإلكترونيات أكثر من 320 ألف موظف، وتعمل الشركة في جميع المجالات تقريباً من أشباه الموصلات ومعدات الشبكات إلى الهواتف الذكية وأجهزة التكييف وأفران الميكروويف. وتشير المعلومات إلى ورود قرار الاستدعاء بشكل مباشر من قبل نائب رئيس شركة سامسونغ لي جاي يونغ، وهو نجل الرئيس لي كون هي وحفيد مؤسس الشركة، والذي يصدر القرارات الخاصة بمنصب والده منذ دخول الأخير المستشفى إثر أزمة قلبية في شهر مايو (أيار) 2014.