انتهت الانتخابات التشريعية إذن وحصد حزب العدالة والتنمية أغلب مقاعد مجلس النواب برقم وصل إلى 125 متبوعا بحزب الأصالة والمعاصرة الذي حقق 102 من المقاعد ،وهو ما يعني أن الحزبين حققا تقدما ملحوظا جدا مقارنة بانتخابات 2011 ..وبهذه النتائج يكون المنطق قد احترم بالكامل لينطلق بعدها مسلسل البحث عن التحالفات من أجل تشكيل الفريق الحكومي و هو المسلسل الذي يحدث الكثير من اللغط بحكم أن التحالف بين البيجيدي والبام شبه مستحيل اعتمادا على ايديولوجيتي الحزبين المختلفتين وأيضا تباعدهما السياسي ،وهنا يجد حزب العدالة والتنمية نفسه مجبرا على إقناع حزب الاستقلال أو حزب الأحرار فضلا عن حزبي الحركة الشعبية و التقدم الاشتراكية اللذين قررا سابقا عدم اعتراضهما على التحالف مع الحزب.. من جهة أخرى كثر الحديث عن امكانية فشل إخوان بن كيران في إيجاد التحالفات الكافية التي تمكنه من تشكيل فريق حكومي ،وهو الأمر الذي نستبعده ،ولكن في حال حدوثه سيتم اللجوء للملك ليحسم في المسألة مادام دستور 2011 لا يقول شيئا في هكذا سيناريو..إلا أن تدخل الملك قد يكون في اتجاه واحد ،أعني تعيين رئيس حكومة تكنوقراطي و مجموعة وزراء من أحزاب مختلفة ،لكن في هذه الحالة سنتساءل : هل سيقبل حزب العدالة والتنمية بالمشاركة في حكومة تكنوقراطية على غرار ما فعل أعضاء الاتحاد الاشتراكي سنة 2002 ؟ أم أنهم سيفضلون قذف أنفسهم نحو كراسي المعارضة التي يجيدون ممارستها جيدا؟ ربما من المبكر جدا الحديث عن هذا السيناريو لأنه ،وفي هذه الظرفية، المغرب غير مستعد له ولتبعاته التي قد تكون سيئة جدا،و هذا ما يفهمه النظام الذي إن اضطره الأمر فسيتدخل من أجل الدفع ببعض الأحزاب للتحالف مع البيجيدي.