في سياق الدخول المدرسي الكارثي بكل المقاييس لهذه السنة الدراسية 2016/2017وتزامنا مع أكثر من حدث كان له ارتباطا وثيقا بهذا الدخول الاستثنائي بكل المقاييس وبشهادة الجميع بما فيهم المتدخلين الاجتماعيين والنقابات الست والجمعيات وغيرهم .وقد أثر بشكل من الأشكال على الدخول العادي لهذا الموسم الدراسي الجديد، وخاصة النقطة التي أفاضت الكأس وهو الهروب الجماعي للأطر التربوية والتعليمية والادارية قبل هبوب العاصفة الهوجاء للإصلاح المعطوب لملف صندوق التقاعد. فالكل هذه السنة تحت ضغط استثناني بما فيهم آباء وأولياء أمور التلاميذ والتلميذات و باقي المتدخلين المباشرين في القطاع الحيوي للبلد . وبخصوص القريبين من فواهة البركان التعليمي (هيئة التدريس داخل الأقسام) إن صح هذا التعبير المجازي لحالة تعليمنا المريض والذي تستفحل حالته المرضية سنة بعد أخرى حتى أمست أزمة التعليم بهذا الوطن بالأزمة المعضلة والعصية على أي الحل كان في غياب مشروع إصلاحي مقبول و قابل للتنفيذ في بلد مثل بلدنا تبعا لمستواه المالي وقدراته اللوجيستيكية والتدبيرية والتمويلية في النهوض بالقطاع على المديين المتوسط والبعيد. ففي ظل هذه الأوضاع الكارثية والاستثنائية أود أن أثير أحد المواضيع المؤثرة في السير العادي داخل فضاءات الحياة المدرسية، وما لها من تأثير مباشر على الدفع باللبنة الأولى والأساسية في أي عطاء وحصيلة جيدة لكل مؤسسة على حدة وهي الفصل الدراسي ورئيس جماعته وهو (الأستاذ والأستاذة) اللذان يتحملان أثقالا مثل أثقال الجبال في هذه المنظومة التعليمية بوطننا و التي أعطينا لها وصفا كارثيا لحالتها المرضية الحالية وذلك طبعا نتيجة القرارات السياسية التي يتم اتخاذها في حق القطاع (سلك بلي كاين) وتزيد في تأزيمه أكثر مما هو عليه، فهذا الأستاذ وهذه الأستاذة باعتراف خبراء التربية والتعليم في الأدبيات التربوية العالمية فلا بد من الاعتناء النفسي والمادي بالأستاذ (ة) لأنه هو الذي تتم أجرأة أي برنامج ومقرر دراسي على أرض الواقع على يديه، فسنغفورة مثلا تلك الدولة المغمورة بشرق آسيا بين عشية وضحاها تقدمت بل أصبحت دولة رائدة عالميا لأن رئيسها باعترافه استثمر في العنصر البشري ورفع من مستوى عيش هيئة التريس ببلده ووفر لهم جميع الشروط للعمل المريح فكان البذل والعطاء وروح التضحية... وإذا ما تم اسقاط ما قلناه وما كتبناه عن الموضوع على حالة أستاذنا وأستاذتنا بأقسامنا المغربية الحالية، وما يسببه بعض الأطر الإدارية من أزمات نفسية وسيكولوجية لأكثرهم سواء عن قصد أوعن غير قصد وخاصة بالسلك الابتدائي من تعليمنا الأساسي حيث (زد الهم على بوكبار) كما يقول المغاربة في أمثالهم الشعبية لما يستفحل المشكل أو ينضاف مشكل لمشكل أعوص منه، ففي غياب التواصل الجيد بين مدير المؤسسة التعليمية المدير وهيئة التدريس وتسود المحبة والثقة الكاملة والتعاون ونكران الذات بين الإدارة التربوية في شخص المدير وهؤلاء الرجال الذين يرابطون في الأقسام المغربية الباردة شتاء والحارة صيفا ، فمما لاشك فيه ستكون المردودية متوسطة أو ضعيفة، لأن العلاقة التواصلية داخل فضاء الحياة المدرسية عمودية. كما لها أيضا أثرها السلبي أو الايجابي في البذل والعطاء ونكران للذات بالنسبة للرجال ونساء التعليم الذين منهم من هرم أو لم يبق له من زمن التقاعد إلا سنوات قليلة وما زال يكابر و يدفع من صحته الجسدية والعقلية لأبناء الشعب كي يقرأوا ويتعلموا ويحاربون آفة الجهل ويندمجوا داخل محيطهم السوسيومهني والاجتماعي والثقافي ويساهمون في الدفع بقطار التنمية لبلدهم المغرب مستقبلا. فرجاء من كثير من المدراء الذين يفقدون بوصلة التدبير التشاركي والعلاقات الإنسانية داخل فضاءات حياة مدارسنا اليوم ، حيث يسود الأسلوب الديكتاتوري والسلطوي/ التسلطي في تدبير الشأن التربوي والتعليمي في كل صغيرة وكبيرة، بحيث هناك بعض العناصر منهم قد كانت غائبة كليا لما كانت يوما ما في برودة وأتعاب الحجرات ولما تسلمت مقاليد التسيير الإداري انقلبت رأسا على عقب ، يا للعجب . فبحيث يظن نفسه هذا الشخص الفلاني بأنه هو الآمر والناهي داخل مدرسته ناسيا بأن التسيير والقيادة لا تخرج عن نطاقها التربوي/التعليمي ، ونحن في مؤسسات تربوية في كل شيء، حتى في قياداتنا فلسنا في تكنة عسكرية بل نحن كمجتمع مصغر نعلم أنفسنا وأبناءنا المتعلمين بالأقسام كيف نحترم ونقدر الآخر، وكيف نحترم القانون ونطبقه بروحه ودون سلطوية أو قهر يذكر، لأننا بكل بساطة لدينا منظومة من القيم يجب أن نمررها عبر دروسنا ...وكيف نربي الأجيال القادمة على المواطنة الحقة، وبأنه لديه حقوقا يتمتع بها وعليه واجبات يجب السهر على القيام بها وبحرية وقناعة ذاتيتين. فبكل بساطة مرة ثانية فهذه هي الغايات والكفايات المستهدفة من مادة التربية على المواطنة ويجب أن تسود في علاقاتنا بمؤسساتنا التعليمية بين الجميع كبارا وصغارا داخل فضاء حياتنا المدرسية.. و للأسف هناك من غيبه وسلك بقناعة ذاتية الهروب إلى الأمام... ولا بد ها هنا ولكي لا أطيل أكثر على القارئ الإشارة إلى بعض السلوكات الشادة والغير مقبولة تربويا لبعض المدراء تجعل الأجواء جد مكهربة وغير سليمة داخل فضاءات الحياة المدرسية والتي تخلق نوعا من الصراعات الجانبية الدائمة وربما تتحول إلى ما لا يحمد عقباه وكم من حالة مرت علينا بأكثر من إدارة تربوية بأكثر من مديرية تعليمية بأكثر من أكاديمية والسبب هو سوء التدبير أو السلطوية المطلقة للمدير حيث يغيب لغة التشارك والتوجيه والارشاد والاحترام المتبادل ويغيب مجالس المؤسسة (مجلس التدبير/المجلس التربوي..) أو يعطلها بشكل من الأشكال لخدمة مصالحه الذاتية والشخصية بطريقته الخاصة ويجعل نفسه الكل في الكل ويبدأ في إعطاء الدروس لهيئة التدريس في الأخلاق والانضباط و المواظبة وهلم جارة... في وقت له تاريخ أسود لما كان مدرسا بالقسم، وفر منه لما أتيحث له أول فرصة والآن نسي ماضيه البعيد وبدأ يبحث للآخر عن كل ما من شأنه أن يظهر له بأنه هو الذي له القرار الأول والأخير في كل ما يجري داخل مؤسسته وما زال يسير إدارته بعقلية الثمانينات والسبعينات من القرن الماضي السحيق ، ولم يطلع على الوثيقة الجديدة التي تم الاتفاق عليها بين جميع الهيئات السياسية والنقابية و الجمعوية آلا وهي الميثاق الوطني للتربية و التكوين وما تضمنه من دعامات أساسية وبنود فرعية لكل هيئة لها تدخل ما؛ مباشر أو غير مباشر في تدبير الشأن التربوي والتعليمي ببلدنا. إن كل ما تطرقنا له في هذا الموضوع لا ولن يدخل في نشرنا للغسيل أو ما هو مسكوت عنه في منظومتنا التعليمية، بل العكس هو الصحيح إنه نقد ذاتي بناء لواقعنا التعليمي ولسوء معاملات بعض المدراء وهي حالات شادة وبدأت تندثر بمحيطنا التربوي لمن يشاركونهم هم التربية والتعليم (هيئة التدريس) داخل فضاءات الحياة المدرسية لمؤسساتنا في غياب التعاون والصداقة وعلاقات الود والمحبة المتبادلة لما فيه مصلحة المتعلم والمتعلمة والذي جعله الميثاق التربية والتكوين في صلب العملية برمتها. وحتى نكون موضوعيين أكثر في تحليلنا لهذه العلاقة التواصلية الشادة لبعض المدراء وليس معظمهم لأنني أمام حالات شادة ومرضية سنضع أصبعنا عليها لعل من يقوم بها يحاول تصحيحها أو معالجة أخطائه قبل فوات الأوان، لأنه ليس من العيب أن نقع في الخطأ بل نتمادى في القيام به، ولدي قولة قالها عمر بن الخطاب رضي الله عنه :( رحم الله من أهدى لي عيوبي) فكان لي لقاء مع بعض الإخوة والأخوات الأساتذة والأستاذات عن معاناتهم مع بعض المدراء بمناطق مختلفة من وطننا، وذلك حتى تكون تغطيتنا للموضوع تتسم بالموضوعية اللازمة وحتى لا يكون كلامنا في الجو وليس على الأرض لواقعنا التربوي والتعليمي بمؤسساتنا بهذا الوطن. ***فهناك من قال بأن المديرلا يظهر له أثر بالمؤسسة إلا في أوقات معينة من الأسبوع مما يجعل هيأة التدريس تقوم بدوره في غيابه خاصة في الظروف الاستثنائية والصعبة لما يقع شنآن مع بعض الآباء أو الأمهات أو وجود خطرمفاجيء يهدد سلامة الجميع بالمؤسسة أوحادثة مدرسية لا قدر الله. *خلق نوع من الحزازات والصراعات الجانبية بين الأساتذة حول أكثر من موضوع تربوي كتسجيل التلاميذ والتلميذات الجدد فهو الآمر الناهي ولا يعدل في خلق التوازن المطلوب في البنية التربوية لمؤسسته أثناء التوزيع الأولي أو عند استقبال الوافدون الجدد *هناك بعض المدراء لا يحترمون تسجيل التلاميذ الجدد حسب توزيع التلاميذ والتلميذات في المؤسسة المتواجدة في محيطهم الجغرافي، فيقع اللاتوازن في التسجيل بأقسام المؤسسة وتعرف اكتظاظا مهولا وأخرى تتنعم بقلة المتمدرسين مما يخلق جوا من التذمر للفئة المتضررة من سوء تدبير هذا المدير الذي يجب عليه احترام التشريعات والقوانين الجاري بها العمل حتى لا يقع في أخطاء مهنية قاتلة قد تكون مضرة به وبمؤسسته واشعاعها الاجتماعي. **هناك بعض المدراء وبعقلية متحجرة لا يعطي أي اعتبار رمزي للأستاذ أ و الأستاذة في قسميهما ويبدأ ينقص منهما بطريقة مستفزة أومن عملهما بطريقة من الطرق البائدة في التعليم كأن يبدأ بشكل عشوائي يلقي في درس ما أو يظهر سلطته أمام أحد الزوار أو الآباء ليقول لهم أنا هو المدير الذي يتحكم في كل صغيرة وكبيرة بهذه المدرسة، مما يخلق نوعا من الكره المتبادل بين المدير والمدرسين مع تراكم مثل هذه الأخطاء التي لا تمت بالتسيير الإداري التربوي في شيء. **هناك بعض المدراء جبلوا على نقل مشاكل بعض الأساتذة والأستاذات إلى خارج المدرسة كي يتم الانتقام من فلان وترتلان عن طريق تشويه سمعته وسط محيطه الاجتماعي ويظن لجهله بالقانون أنه يحسن صنعا، بل إنه يفشي السر المهني بتصرفه هذا الذي لن يقوم به رجل تربية وتعليم وليس من أخلاقه و سلوكاته. **وهناك أيضا من يخلق أكثر من قطيعة بين أفراد هيئة التدريس التي يشرف على تدبير شؤونها والسهر على أمنها وسلامتها من خلال سياسة فرق تسد، حيث يغيب الإنصاف والديمقراطية في قراراته وعلاقاته مع الجميع بروح يسودها الحب والتعاون والتضحية لما فيه مصلحة المتعلمين والمتعلمات بالمؤسسة التعليمية. **وهناك من ومن ومن... وفي ختام هذه المعالجة لهذه الظاهرة الشادة لبعض أطر إدارتنا التربوية والتعليمية وهي حالة ما زالت موجودة ببعض الإدارات الذين عايشوا الأسلوب التقليدي في التسيير والتدبير السابق، ولربما هذا السلوك ما زالوا يحنون إليه لأنه مورس عليهم ويحلمون بإحيائه من جديد لما كان مدير المدرسة يقوم بأدوار كثيرة وله صلاحيات واسعة تجعل منه الكل في الكل، لكل هذا نقول لهذه الفئة التي ما زالت تحلم بالسلطة الإدارية التقليدية/ المطلقة ،كفى ..وألف كفى و بأن المفهوم الجديد للسلطة قد تغير رأسا على عقب بالبلد ككل وأصبحنا نعيش المفهوم الجديد للسلطة في أي إدارة كانت وبأي مؤسسة عمومية تابعة للقطاع العمومي...