"كل ما نطالب به هو طريق معبدة وإنارة عمومية ومساحة خضراء وتخليصنا من مطرح النفايات العشوائي الذي نعيش بجانبه...فهل هذا كثير ؟؟؟"، هذا الكلام ليس صادرا عن سكان أحد الدواوير النائية أو أحد الأحياء الهامشية، إنه كلام صادر عن أحد سكان حي المحنش الثاني الكائن بقلب مدينة تطوان الذي لا يفصله عن وسط المدينة إلى مسافة دقيقتين بالسيارة، كما أنه يقع بالمحاذاة مع شارع المسيرة الذي يعد من أهم شوارع المدينة . غير أن هذا الموقع الاستراتيجي للحي لم يشفع له في الاستفادة من الاصلاحات التي تعرفها المدينة ، حيث شكلت زيارتنا له صدمة حقيقية لنا إذ عاينا غيابا شبه تام للبنيات التحتية وضعفا كبيرا في الإنارة العمومية ليلا بالإضافة إلى انتشار الأزبال كما قمنا بمعاينة مغارات بالقرب من بعض المنازل والتي تشكل ملجأ للمنحرفين والمدمنين والسكارى. "لم نترك بابا إلا وطرقناه حيث تقدمنا بعدد كبير من الشكايات والعرائض إلى الجماعة الحضرية كما قممنا بتنظيم عدد من الوقفات الاحتجاجية كانت نتيجتها أن حضر الرئيس محمد ادعمار إلى عين المكان وقام بجولة في الحي انتهت بتعبيره عن صدمته لما شاهد ووعده لنا بإصلاح كل ذلك في أقرب الأجال، غير أن وعوده سرعان ما تبخرت، إذ مرت على زيارته 3 سنوات ، وكل ما قام به هو تعبيد شارع توجد به مدرسة خاصة تابعة لحزبه العدالة والتنمية، حيث توقفت الأشغال عند حدودها فقط ."، يقول أحد السكان. وما زاد الطين البلة هو ما قامت به الجماعة الحضرية منذ عدة أشهر حيث قامت بتثبيت لوحات بأسماء شوارع غير موجودة على أرض الواقع ، "شارع بني ملال" و"شارع قلعة السراغنة" ، كما توضح الصور، في خطوة اعتبرها السكان استخفافا بهم واستفزازا لمشاعرهم . هذا وأعرب السكان المتضررون عن عزمهم تنظيم وقفات احتجاجية أخرى واعتصامات أمام مبنى الجماعة الحضرية والعمالة ان تطلب الأمر ذلك من أجل انتزاع حقهم المشروع . فمتى سيتم الالتفات إلى هذا الحي المهمل من طرف المسؤولين خاصة في ظل العناية الخاصة التي يوليها صاحب الجلالة لتأهيل مدينة تطوان والمجهودات الكبيرة التي يبذلها جلالته لإعادة الاعتبار لها ولساكنتها ؟