وأنا أتصفح مؤخرا في أشباه الجرائد التي تنتشر في وطننا الجميل جدا اذا بي أجد دراسة غربية حول السعادة تصنف الدول من الأسعد الى الأتعس فإذا بي اجد بلدنا الجميل جدا في مؤخرة الترتيب كما كان في اغلب المجالات الايجابية في السنوات القليلة الأخيرة, طبعا لم اصدق حرفا مما قيل كيف يكون بلدنا الذي يقول إعلامنا الرسمي الصادق انه أجمل بلد في العالم كيف يمكن ان يكون الأجمل تعيسا؟ أليست السعادة هي رأس الجمال؟ كيف يكون بلدنا الأتعس ونحن لا ننتظر لولوج المستشفيات الا شهورا قليلة ,وان كنا مستعجلين لا نكلف أنفسنا الا بعض الدراهم رشوة لتعجيل الموعد, أما ان كنا من أصحاب الوظائف فالتامين على المرض موجود و تعوض مصاريفنا بنسبة قد تصل للأربعين بالمائة في شهور قليلة. كيف يكون الأتعس و الفصول الدراسية لا يدرس فيها أكثر من 55 تلميذا في المدن و أقل من ستة مستويات في القرى, والأساتذة يساعدون التلاميذ بالساعات الإضافية التي لا تكلف جيوب الآباء إلا بضعة مئات من الدراهم. كيف يكون الأتعس و الخريجون لا ينتظرون الا بضعة سنوات للولوج الى الوظيفة كما انه اذا ما تظاهروا مطالبين بحقهم في الشغل لا تفرط السلطات في تعنيفهم بل تكتفي ببعض التعزير الذي لن يؤدي بأي حال من الاحوال الى الموت مجرد اصابات و اعاقات خفيفة,وحتى ان لم يشتغلوا فالتكافل الأسري كفيل بسد حاجاتهم. كيف يكون الأتعس و القضاة لا يتدخل في أحكامهم الا كبار المسؤولين و القضاء نزيه اذا تحاكم إليه عامة المواطنين. كيف يكون الأتعس و سياحتنا مزدهرة وان عانت من مشاكل الدعارة و السياحة الجنسية. كيف يكون الأتعس و سياسيونا يغتصبون وعودهم الانتخابية بمجرد اعتلائهم الكراسي الا أنهم وللحق يتذكروننا في كل موعد انتخابي. كيف يكون الأتعس و سكان الأرياف لا يجدون سبيلا لنقل و لا تعليم و لا تطبيب الا أن النقل التلفزي يصلهم ويتمتعون في جلسات عائلية حميمية بالأفلام المكسيكية و التركية المدبلجة, أما في المدن فالمهرجانات كفيلة بإمتاع سكانها فالحومة تنفق الملايير على هذه المهرجانات فقط من اجل إسعادنا. كيف يكون الأتعس و الأم تلد في باب المستشفى الا أنها رغم رفض الطبيب إدخالها لعدم قدرتها دفع التكاليف في المستشفى العمومي تجد بعض الناس ياخذون بيدها ويواسونها ويوجدوا لجنينها خرقة تلفه فيها بل ويدفعون لها نفقات سيارة أجرة تنقلها لبيتنا رغم تعنت السائق الذي يرفض نقل سيدة تنزف. كيف يكون الأتعس و تحرير مقالة تنتقذ الحكومة لن يكلف الا محاكمة لن يتدخل فيها احد الا بعض المسؤولين ولن تنتهي الا بمنعك عن الكتابة. انه ببساطة تقرير مغرض يرمي ضرب السياحة و يأتي لمحاربة الحكومة المنتخبة ديمقراطيا بل انه من جهة معادية للوطن وليست لها أية مصداقية لان القول ببساطة في بلدنا قول الإعلام الرسمي, اذن فالمغرب أجمل بلد في العالم.