كانت تحلم أن تزور وترى معالم دبي وتحديدا برج خليفة ودبي مول والمترو، ولكن حلمها كاد يتحطم عندما أصيبت بعينها اليمنى إصابة جسيمة أدت إلى تهتك العين، وأثرت على عينها اليسرى ولدرجة لم تكن ترى سوى على بعد أمتار. لم تترك الفتاة العمانية باباً لمستشفى ولا عيادة خاصة إلا وطرقته، ومر عام كامل دون ان تتحسن، وراحت تفكر بمصيرها وأي مستقبل سينتظرها في حال لا قدر الله فقدت البصر . أيام وشهور مرت دون ان تعرف طعم النوم الحقيقي وبقيت على هذا الحال شهوراً عدة، إلى ان أخبرها بعض الأقارب عن تقدم الطب في الامارات فلم يتردد أهلها لحظة واحدة، بل تم اصطحابها على الفور لدبي ومن هناك لأحد المراكز المتخصصة. وبعد علاجها وتحسن نظرها واستقرار ضغط العين تمكنت الفتاة العمانية من تحقيق جميع أحلامها فصعدت برج خليفة وركبت المترو وتسوقت من دبي مول وعادت إلى مسقط رأسها بعد ان كتب لها عمر جديد . تفاصيل الحالة كما يرويها الدكتور هاني سكلا استشاري طب وجراحة العيون في مركز إبصار بدبي، أن الفتاة كانت تعاني من مشاكل خطيرة ومستعصية وكل ما تم إجراؤه لها في عمان هو اصلاح أولي لترميم العين واستعادة شكلها ولكن دون استعادة البصر،. وبعد فحصها تبين انها فقدت القزحية التي تتحكم بكمية الضوء الداخل إلى العين، كما تلعب دوراً هاماً في ضغط العين بشكل كامل، إضافة إلى وجود مياه بيضاء في عدسة العين نتيجة الإصابة مع تهتك في أربطة العدسة، كما وجد أيضا لدى فحص المريضة ارتفاع شديد في ضغط العين يفوق 30 مليمترا زئبقيا مع ضمور بنسبة 90% في عصب العين اليمنى. واستطرد قائلاً: تبين أيضا بعد فحص المريضة أنها ترى لمسافة عدة امتار فقط، لافتا إلى ان مثل هذه الحالة تعتبر من اكثر الحالات تحدياً وصعوبة، حيث إنها تحتاج لزراعة اكثر من عضو داخل العين مثل القزحية والعدسة وأربطة العدسة، بالإضافة إلى عملية لسحب المياه الزرقاء للسيطرة على ضغط العين المرتفع . وقال ان زراعة القزحية ليست من العمليات السهلة والسائدة، لأنها تعتمد على اللون الاصلي لقزحية العين وليست متوفرة بل يجب تصنيعها بشكل خاص لكل مريض على حدة حسب عينه، لافتا إلى أنه تم ارسال صورة عين المريضة الاصلية إلى المانيا لتصنيع قزحية شبيهة بالقزحية الاصلية ومن ثم تركيب العدسة داخل القزحية . وأضاف تصنيع القزحية استغرق شهرين كاملين وتم إجراء الجراحة المتقدمة للمريضة تحت المخدر الموضعي وكخطوة أولى تم سحب المياه الزرقاء للحفاظ على ضغط العين، كما تم كذلك سحب المياه البيضاء بالموجات فوق الصوتية وزراعة أربطة صناعية داخل العين، وفي النهاية تم زراعة القزحية والعدسة فوق الأربطة الصناعية لتثبيت القزحية الجديدة في مكانها الطبيعي، وتماثلت المريضة للشفاء بشكل سريع وجيد وتحسن نظرها إلى 6/18 كما تحسن ضغط العين إلى 17 مليمترا زئبقيا واستعادت العين شكلها الطبيعي وحالتها الآن مستقرة تماماً. وأشار إلى ان العملية تعتبر الاولى من نوعها على مستوى الدولة، وتم فيها استخدام تقنية يطلق عليها اريس ماش وتعتبر من العمليات النادرة واستغرقت العملية 45 دقيقة فقط .