استخدام الروبوتات والطائرات دون طيار لم يعد من وحي الخيال العلمي، بل أن استعمالها في الوقت الحاضر أصبح شائعا جدا. إذ تطير الطائرات دون طيار في الشرق الأوسط، فيما يقف روبوتا في المعبر الحدودي الفاصل بين الكوريتين يمكنه التعرف على البشر وحتى يمكنه إطلاق النار عليهم. وفي مدينة دالاس الأمريكية جربت الشرطة لأول مرة روبوتا يحمل مواد متفجرة لقتل القناص الذي قتل خمسة عناصر شرطة. وتطلق على مثل هذه الطائرات دون طيار أسماء مثل "بريداتور" أو "ريابر". ويمكن التحكم بها من قبل البشر. واستخدام روبوتات متطورة في الحرب ما هي سوى البداية لعصر جديد يمهد لاستعمالها بصورة أوسع في المستقبل. وأشار الخبير الألماني في شؤون النزاعات يورغن ألتمان إلى أن الكثير من جيوش العالم تعمل على تعزيز صفوف قواتها بروبوتات مشابهة. فيما ذكر "مركز الأمن الأمريكي الجديد" في واشنطن أن 90 بلدا في العالم يستخدم طائرات دون طيار. أما ألمانيا فلا تمتلك طائرات دون طيار مزودة بأسلحة، لكنه هنالك خططا للجيش الألماني لامتلاك مثل هذه الطائرات للعمليات الخارجية للجيش. وتمتلك الولاياتالمتحدة طائرات مسلحة دون طيار وتستخدمها في العمليات العسكرية في أفغانستان على سبيل المثال. وأنتقد أستاذ العلوم السياسية أندرياس بوك من المعهد العالي ل"يوهانتر" في برلين هذا النوع من "قيادة الحروب". وذكر أن استخدام الروبوتات يقلل نسبة الحياء أو الكبح الذاتي للقتل، و ويزيد من جانب أخر معاناة الأشخاص الذين يقودون الطائرات من طيار من بعد، والذين يعانون بسبب عدم تمكنهم من تنسيق أفعالهم والاستفادة من خبرتهم الشخصية". الجيش الأمريكي برر استخدامه لطائرات دون طيار كونها قادرة على قتل الإرهابيين. لكنه يوجد أيضا الكثير من الضحايا لعمليات هذه الطائرات. وأصدرت وزارة الدفاع الأمريكية ولأول مرة في بداية شهر تموز/ يوليو 2016 الحالي أرقاما عن أعداد الضحايا المدنيين للطائرات دون طيار. وذكرت بيانات الوزارة أن 116 على الأقل لقوا حتفهم بين عامي 2009 و 2015 بسبب ضربات موجهة من طائرات دون طيار في باكستان واليمن والصومال وفي دول في شمال أفريقيا. أما خبير شؤون النزاعات ألتمان وأستاذ العلوم السياسية أندرياس بوك فتوقعا أن تكون الأعداد الحقيقية للضحايا المدنيين أكبر بكثير عن المعلنة. فيما حذرت أنيا دالمان من معهد السياسة والاقتصاد في برلين من ترك الأجهزة والروبوتات اتخاذ قرارات مصيرية تحدد الموت أو الحياة للبشر. وذكرت الخبيرة الألمانية أن "المشكلة تكمن في فقدان البشر للقدرة على السيطرة على هذه الأجهزة، وهو ما يعني بالمقابل فقدان السيطرة على الأسلحة التي تحملها هذه الأجهزة". وذكر ألتمان أن هنالك مخاطر في أن تُصاب أهدافا خاطئة عبر الروبوتات أو عبر الطائرات دون طيار. وحذر الخبير الألماني لشؤون النزاعات من أن تتسبب هذه الروبوتات في اندلاع حروب في العالم. من جانب أخر، ذكر داعمو استخدام هذه الروبوتات في الحروب بعض فوائد استخداماتها. وقالت سوزانه بيك أستاذة قانون العقوبات لصحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" إن هذه الروبوتات "يمكنها العمل في الحروب وتحليل المعلومات بصورة أسرع من البشر، بالإضافة إلى أن أنها تعمل دون كراهية أو غضب و تحمل دوافع الانتقام".