»هربي هربي راه شي شفارة هازين سيوفا هجموا على قيسارية الحفاري». لم تنه «حليمة» إحدى المتسوقات تحذيرها لسيدة قابلتها وهي تفر بجلدها من أحد الأبواب الخلفية للقيسارية، حتى سمعت طلقة رصاص أعقبها ركض في كل الاتجاهات ممن تصادف تواجدهم بالقيسارية. في الوقت ذاته، اشرأبت الأعناق في اتجاه مصدر الطلق الناري، لحظتها عاينت الأعين شرطيا وهو مازال يحمل سلاحه الناري وعينه لاتفارق شخصا ملقا على الأرض يتألم من إصابة جانبية. فيما كانت الساعة تزحف نحو الساعة الخامسة والنصف من مساء أول أمس الأربعاء، كل شيء كان عاديا في قيسارية الحفاري لبيع الذهب المتواجدة في حي درب السلطان بالدارالبيضاء. زبونات من مختلف الأعمار والطبقات يتنقلن بين هذه «الفترينة» وتلك لإمتاع أنظارهن بتشكيلات أنواع وألوان من الذهب المصفف بعناية كبيرة، فيما آخريات لم تستهويهن محلات الذهب واخترن التجوال بين محلات بيع الأثواب الرفيعة. في لحظة غير متوقعة، ارتفع صراخ من عديد من النساء مباشرة بعد معاينة ولوج شابين يحملان سيفين للقيسارية. أحد عناصر الأمن الذي كان متواجدا بالمكان وبسرعة كبيرة تقدم من أحد هذين الشابين، وطالبه بإلقاء سيفه أرضا، إلا أن الشاب الذي كان في حالة غير طبيعية لم يكثرت للتحذير، وتقدم في حالة هيسترية محاولا طعن الشرطي، فما كان من هذا الأخير إلا أن أخرج مسدسه وأطلق رصاصة في الأرض، أصابت أحد “الفراشة” الذي تصادف تواجده بالمكان. صراخ النسوة والفوضى التي عمت المكان استغلها المهاجمان وأطلقا سيقانهما للريح، بعدها لم تبقى تسمع وسط الفوضى التي عمت المكان إلا كلمات «هربوا المساخط من ذاك الباب». لم يستغرف الوقت إلا بضع دقائق حتى حلت بعين المكان تشكيلة من الأمن، من استعلامات عامة وشرطة قضائية ومخبرين وقائد المنطقة وصقور وغيرهم، في الوقت ذاته وبعدما أغلق التجار محلاتهم، تجمعوا وسط القيسارية مبدين استياءهم الكبير لعدم توفير الأمن في القيسارية، رغم طلباتهم المتكررة للمسؤولين بذلك بين وقت وآخر. الأمر لم يقف عند حدود إبداء الاستياء، بل تجاوز ذلك إلى التوجه إلى مقر المنطقة الأمنية للفداء مرس السلطان، التي تدخل القيسارية ضمن نفوذها، حيث نظم التجار وقفة احتجاجية، غادروا بعدها في اتجاه مقر المحكمة الإدارية بحي الأحباس، ونظموا وقفة احتجاجية أخرى. «هذاعار هذا عار الذهايبية في خطر» شعار من بين أخرى ظلت تصدح بها حناجر العشرات من تجار قيسارية الحفاري قبالة مقر المحكمة تحت مراقبة أصحاب الحال، الذين ظلوا يراقبون الوقفة عن كثب ولم يغادورا إلا بعدما أنهى التجار وقفتهم الاحتجاجية وغادروا إلى حال سبيلهم. في عين المكان وحول الوقفة الاحتجاجية التي نظمها تجار قيسارية الحفاري لبيع الذهب التي تعتبر من بين أكبر القيساريات المتخصصة في بيع الذهب على المستوى الوطني، صرح أمين التجار، أنه ومنذ مدة وهم يعانون من انعدام الأمن وتربص اللصوص على مدار الساعة بمحلاتهم، الأمر الذي انعكس سلبا على رقم معاملاتهم التجارية جراء تخوف العديد من النسوة، سواء من الدارالبيضاء أو خارجها من التردد على القيسارية لاقتناء تشكيلات من الذهب، مخافة تعرضهم لاعتداء من اللصوص، وأضاف أمين الذهايبة أنه كثيرا ماطالب التجار بضرورة توفير الأمن لهم، إلا أن شيئا من ذلك لم يتم.