غاب المغرب عن المؤتمر الأمني الذي يعقد سنويًا لبحث السياسات الأمنية والدفاعية والعلاقات الخارجية لإسرائيل، والذي اختتم فعالياته دورته ال 16 الخميس الماضي ب “هرتسيليا” بمشاركة كبيرة من سياسيين وأكاديميين عرب . وسجل المراقبون غياب ممثل المملكة المغربية في هذا المؤتمر ، حيث عزا متتبعون للشأن العربي الإسرائيلي غياب المغرب لاعتبارات عديدة أهمها ترأس ملك المغرب للجنة القدس والتنديد المغربي المتواصل بسياسة تهويد القدس التي تنهجها إسرائيل، واستمرار الاستيطان. كما أرجع مراقبون غياب المغرب بالرغم من توصله بدعوة من إسرائيل إلى توقف نسلسل المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية، إضافة إلى الحصار المضروب على الشعب الفلسطيني خاصة قطاع غزة، وهو الأمر الذي يرفضهم المغرب ملكا وحكومة وشعبا. بالمقابل عرفت الدورة الأخيرة من هذا المؤتمر مشاركة السفير الأردني في إسرائيل وليد عبيدات، والسفير المصري حازم خيرت، إضافة إلى الاقتصادي والأكاديمي الأردني رياض الخوري، والصحفي والمحلل الفلسطيني إلياس زنانيري، وسلمان الشيخ المدير السابق لمعهد بروكينجز في الدوحة، وعنان وهابي الأستاذ بجامعة حيفا، وأيمن عودة رئيس القائمة المشتركة بالكنيسيت الإسرائيلي، ويوسف زكانون الأستاذ بجامعة بيت لحم، وسامي سموحة الأستاذ بجامعة حيفا، وآخرين. ورغم أن الدورات السابقة للمؤتمر شهدت مشاركة عربية تمثلت في رئيس الوزراء الفلسطيني السابق سلام فياض، وولى العهد الأردني الأسبق الأمير حسن بن طلال، إلا أنها المرة الأولى التي يشهد فيها مؤتمر هرتسيليا الأمني الإسرائيلي مشاركة عربية واسعة، ما أثار علامات من الجدل والاستفهام في تطور العلاقة العربية الإسرائيلية رغم تجمدها على المستوى الفلسطيني الإسرائيلي. كما شهد المؤتمر مشاركة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون برسالة مسجلة، فيما حضر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسينجر، ونائب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، والسفير الإسرائيلي السابق لمصر (2009-2001) اسحق ليفانون، والسفير رونالد لودر رئيس المؤتمر اليهوري العالمي، بجانب ساسة إسرائيليين سابقين وحاليين مثل الرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز، ورئيس الوزراء الحالي بينيامين نتنياهو، وميريام ناعور رئيس المحكمة العليا الإسرائيلية، ورئيس الوزراء السابق إيهود باراك، وموشيه يعالون وزير الدفاع السابق. ومن أبرز المتحدثين في المؤتمر، الرئيس الإسرائيلي رؤبين ريفلين، حيث ركزت كلمته على “تكوين هوية إسرائيلية عالمية مشتركة، ودمج العناصر الأربعة في المجتمع (العلمانية، الأرثوذوكسية الحديثة، الأرثوذكسية المتشددة والعرب) بحيث تتكون شراكة مجتمعية قائمة على بناء الهوية الإسرائيلية لدعم مفهوم الوطن القومي”.