عقب التدوينة التي نشرتها القيادية في حزب الاصالة و المعاصرة، عزيزة الشكاف على صفحتها بالفيسبوك ، و التي تضمنت هجوما شرسا محملا بسيل من الاتهامات الخطيرة في حق القيادي الاستقلالي حمدي ولد الرشيد، تحركت الآلة الاستقلالية لترد بسرعة على هذه الاتهامات الخطيرة، حيث جاء رد عمر عباسي الكاتب الوطني للشبيبة الاستقلالية على هذه الشاكلة : يقول عباسي : " رأيي هذا ليس موقف من النقاش الدائر حول " الحكم القضائي الابتدائي الصادر ضد الأخ الخطاطا ينجا "، الذي سأفرد له مقال قانوني خاص، بل يهم على وجه الخصوص، ما عبرت عنه السيدة عزيزة الشكاف ، فالذي دفعني للرد عليها، رغم مسارعتها لحذف التدوينة/الفضيحة من صفحتها، بعدما انتشرت في العديد من الصفحات، هو قناعتي بأن ما كتبته هو دعوة مباشرة للفتنة والحرب الأهلية والاقتتال الداخلي.
و يضيف العباسي : " لست من عشاق إعطاء الدروس ولا المتسابقين نحو السجال الافتراضي، وكنت دائما مع منهج الصفح والتجاوز حول كثير مما يكتب على صفحات الإعلام الاجتماعي، بيد أن الأمر هذه المرة جلل، لذلك لا أعتقد أنه من الحكمة مثلا أن يصمت" بيت الحكمة"، على مثل هذا الكلام الخطير الذي يحض على الكراهية والعنف، ولا أعتقد أن الحزب الذي تشغل السيدة عزيزة عضوا قياديا به يجب أن يسكت عن هذه النازلة، لأن إختبار مدى تسامحه مع خطاب الكراهية، يظهر في مثل هذه النوازل المؤلمة والصادمة.
كما أكد العباسي على انه : " ليس من هواة النبش في الانتماءات الضيقة، ولكن، وبأدب أهل الصحراء وبأخلاقهم الرفيعة في تكريم المرأة ومعاملتها، حتى عندما تقترف جرما كبيرا، من قبيل ذلك الذي أتته السيدة عزيزة، أريد أن أعبر لها عن رفضي الكامل وغضبي الشديد، مما إقترفته في حق الوطن، نعم ما كتبته من تخوين وإتهام بالعمالة وضرب في مقومات الشخصية المغربية، يشكل أكبر تهديد لبلادنا ويتجاوز حتى السب والقذف المدان في السجال السياسي ، فبالقدر الذي كنت أتمنى صادقا أن أتفاعل مع رأي أو تحليل حول موقف الحزب من " نازلة رئيس جهة واد الذهب الكويرة "، والحال أن لم يظهر أي رأي أو تحليل مخالف، بل إننا صدمنا "بتدوينة مجنونة" تكشف عن غل جاهلي مرعب، يستوجب عدم السكوت عنه لأنه بداية الفتنة النائمة ،لأن السيدة عزيزة، مع كامل الأسف، خانها "الأدب" ولم تتحلى بأدنى درجات المواطنة، وهي تكيل ركاما كبيرا من السب والقذف في حق أحد الشيوخ الكبار لقبائل أهل الصحراء، وهو حمدي ولد الرشيد، الذي لا يمكن لنا أن نصادر حقها في التعبير عن إختلافها مع تصريحاته ومواقفه، ولكن بشرط التحلي بأدب الحوار العمومي، وهي التي تدعي إنتماءها لمشروع يقول بأنه يدافع عن الحداثة.
و عن موقف حزب الاصالة و المعاصرة الذي تنتمي إليه الشكاف من فعلتها ، يقول العباسي : " أعتقد أنه من الواجب على "لجنة الاخلاقيات" في الحزب ، أن تتخذ موقفا واضحا ضد السيدة عزيزة، لان ما كتبته يتناقض وما يقول الحزب بخصوص مرجعيته، فهل يقبلون بالكراهية وبالتحريض على العنف والفتنة القبلية ! هل هذه هي الحداثة؟ أبهذا النموذج يمكن أن نحاجج من نختلف معهم؟ ما كان لنا أن نتحدث لو أن ما صدر، صدر عن عضو أو منخرط، ولكن أن يصدر عن عضو" المكتب السياسي"، فهو أمر لا يمكن السكوت عنه إطلاقا، وهي نازلة تساءل بشكل جدي المبادئ التي يدعي الحزب أنها مشروعه المجتمعي التي ينهض عليها.
و أمام قاموس مرعب من السبب الأرعن، يؤكد الكاتب الوطني للشبيبة الاستقلالية على : " إنه لا مجال لمناقشة مضمون ما كتبته السيدة عزيزة بخصوص ظروف وحقيقة حصول الصحراويين على جنسية أو إقامة إسبانية أو موريتانية ! ، بل لابد من الحديث عن سباب الحقد والكراهية و التحريض عليها ، و المتمثلة في العبارات الآتية : " الكارثة الريعية" ، " العميل الاسباني بأرضي" ،"الإنذال" ،"الخائن الثري" ، " العميل الإسباني المتآمر على الصحراء" ،" سمسارة الوطنية ومراكمي الريع" ، فهل تسمح "مبادئ الحداثة"، بهذا المنسوب الخطير من الحقد والكراهية ونزع الوطنية عن مواطنين مغاربة ؟ ، فالمعروف بالنسبة لكثير من العارفين بالصحراء وأوضاعها، فإن هذا التطاول الخطير والمرعب على شخصية عمومية لها وزن سياسي في المغرب برمته، يعكس اليأس والألم الذي يعتصر بعض القلوب التي فشلت في المنافسة السياسية والانتخابية مع حزب الاستقلال بالصحراء.
و في ختام كلامه وجه العباسي رسالة تحذيرية للقضاة التي أصدروا حكم اسقاط الرئاسة من الاستقلالي الخطاط ينجا : " إن القاضي يمكن أن يخطأ ولذلك هناك شيء إسمه " الأخطاء القضائية، ولكن رجاءا لا تخطؤا في منازعات ذات الصلة بأقاليمنا الجنوبية، لأن الخطأ في هذه الحالة سيكلف بلادنا الشيء الكثير.. ليس من الضروري أن نتفق في إختيارتنا السياسة أو الانتخابية ولهذا وجدت الصناديق، كي تحسم، وأظن أنها وبشكل لا لبس فيه، حسمت الأمر لصالح استمرار حزب الاستقلال القوة السياسية الأولى في الصحراء ، ولكن عندما نختلف يجب أن نتحلى بكثير من الأدب ، والاحترام المتبادل، لذلك أقول لشبابنا الذي آلمه ما تضمنته تلك التدوينية " يجب أن نعامل الناس بأخلاقنا لا بأخلاقهم" .