تفرض الصين، التي يحكمها الحزب الشيوعي عموماً، قيوداً صارمة على الممارسات الدينية منذ سنوات. وتتجدد تلك القيود سنوياً خلال المناسبات الدينية، منها رمضان، فقد منع مسؤولو السلطة في منطقة شينجيانغ، المسلمة، موظفي القطاع العام،والطلبة، والقاصرين من الصوم، خلال شهر رمضان لهذا العام 2016، كما منعوا من دخول المساجد والصلاة. إلى ذلك فرضت السلطات على المطاعم والمقاهي فتح أبوابها، وتقديم الطعام كالمعتاد. وتضم شينجيانغ أكثر من 10 ملايين شخص من أقلية الاويغور المسلمة، كما أمر بعض المطاعم بإبقاء أبوابها مفتوحة. وشهدت هذه المنطقة مواجهات منتظمة بين الأويغور وقوات الأمن في السابق. كما نسبت بكين مسؤولية هجمات دامية وقعت في أماكن مختلفة في الصين لناشطين من أقلية الأويغور، الذين يناضلون من أجل استقلال هذه المنطقة الغنية بالموارد. وتعزو مجموعات حقوقية التوتر إلى القيود الدينية والثقافية، التي تفرض على الا،ويغور وأقليات مسلمة أخرى في هذه المنطقة الشاسعة الواقعة على حدود آسيا الوسطى. ونشرت عدة دوائر حكومية محلية تعميمات، الأسبوع الماضي، على مواقعها الإلكترونية تمنع الصوم، خلال رمضان. وجاء في بيان نشر، الخميس الماضي، على الموقع الرسمي لمدينة كورلا في وسط شينجيانغ أن “أعضاء الحزب والمسؤولين وموظفي القطاع العام، والطلبة، والقاصرين يجب ألا يصوموا خلال رمضان، وألا يشاركوا في مناسبات دينية”. وأضاف البيان ذاته أنه “خلال شهر رمضان يجب ألا تغلق مؤسسات الطعام والشرب أبوابها”. إلى ذلك، قال مسؤول من الاويغور في مدينة تيكيكي، يدعى أحمد جان توحتي، أمام تجمع، الاثنين الماضي، إن المسؤولين يجب أن “يمنعوا أعضاء الحزب وموظفي المؤسسات الرسمية والطلبة، والقاصرين، من دخول المساجد لأداء الصلوات”، خلال رمضان، بحسب تقرير آخر نشر على الموقع الإلكتروني. كما نشر موقع إلكتروني يديره مكتب الثقافة في منطقة شويموغو في العاصمة الإقليمية أورومتشي تعميماً، الاثنين الماضي، يدعو إلى “منع الطلبة والمعلمين من كل المدارس من دخول المساجد”، خلال رمضان. وفي مدينة التاي شمالاً، وافق مسؤولون على “تكثيف التواصل مع الأهالي لمنع الصوم خلال رمضان” بحسب ما نشر، الجمعة الماضي، على موقع رسمي صيني. وفي المقابل، ندد ديلات راجيت، الناطق باسم المؤتمر العالمي للاويغور في ألمانيا، أول أمس الاثنين، بالقيود المفروضة على المسلمين، قائلاً “الصين تعتقد أن الدين الإسلامي للاويغور يهدد حكم قيادة بكين”. وتراقب الصين عن كثب المجموعات الدينية، على الرغم من تأكيدها عدة مرات أن مواطنيها يحظون بحرية المعتقد.