نظمت جامعة محمد الأول، اليوم السبت بوجدة، يوما دراسيا حول "ظاهرة الأقراص المهلوسة وآثارها.. مقاربات لملامسة المصادر والتجليات والآثار بالجهة الشرقية"، توخت الإسهام في نشر الوعي الاجتماعي والنفسي بمخاطر هذه الآفة. وتداول المشاركون في هذا اللقاء العلمي، الذي نظم بشراكة مع جمعيات فاعلة بالجهة الشرقية، حول مواضيع مرتبطة باستراتيجية الدولة في مكافحة هذه الظاهرة الفتاكة ، والدور الجديد الذي يضطلع به المجتمع المدني في مكافحة استهلاك المخدرات وفي ترسيخ آليات ومناهج محلية للتعاطي مع هذه الظاهرة والمساهمة في علاجها. كما أثير النقاش حول دور الدراسات العلمية وهيئات الرصد والجامعات والمستشفيات الجامعية ووسائل الإعلام في نشر ثقافة محاربة المخدرات وتوعية كافة شرائح المجتمع بخطورة تعاطيها، فضلا عن سبل توضيح ونشر الآثار السلبية لتعاطي المخدرات في كافة جوانبها الاقتصادية والاجتماعية والنفسية. وقال الكاتب العام لولاية جهة الشرق السيد عبد الرزاق الكورجي، في كلمة بالمناسبة، إن هذا الموضوع يجب أن يكون محل متابعة مستمرة، وذلك بالنظر إلى ما تكتسيه هذه الظاهرة من آثار فتاكة على الأفراد والمجتمع على السواء. واضاف أن "الأرقام الحديثة حول المدمنين على المواد المخدرة، ومن بينها الأقراص المهلوسة، تثير الانتباه وتحثنا جميعا، كل من موقعه ومسؤولياته، على بذل ما يلزم من الجهود لمحاصرة هذه الظاهرة وتخفيض مستوياتها تدريجيا في أفق القضاء عليها بصفة نهائية". وذكر، في هذا الصدد، بأن "مصالح وزارة الداخلية، من سلطات ترابية وأمنية، مجندة باستمرار لمواجهة ظاهرة الأقراص المهلوسة والضرب بيد من حديد على كل من يبث هذه السموم القاتلة في أوساط شبابنا ومجتمعنا". وأضاف أن مجهودات المصالح الأمنية في هذا الشأن تنضاف إلى مجهودات قطاعات ومتدخلين عموميين آخرين، لتعبئة وتحسيس المواطن والعمل على تربية الأجيال من أجل الابتعاد أو الإقلاع عن تناول هذه الأقراص القاتلة. من جانبه، اعتبر رئيس جامعة محمد الأول السيد محمد بنقدور أن مشكلة المخدرات "يتخطى تأثيرها حدود الزمان والمكان ولم يسلم منها مجتمع من المجتمعات، لتصبح بذلك احدى المشكلات العالمية المؤرقة سياسيا واقتصاديا وأمنيا واجتماعيا". وقال إنها "أخطر عدو يتربص بشبابنا، لذلك يجب أن تتكاثف الجهود بين مختلف الفاعلين من جهات أمنية وتعليمية وسياسية ومجتمعية من أجل بث ثقافة -الوقاية خير من العلاج-". كما أبرز السيد بنقدور أهمية دور المؤسسة الجامعية، من واقع المسؤولية الاجتماعية التي تمارسها في المجتمع بالإضافة الى التعليم والبحث العلمي، في التصدي لظاهرة المخدرات، وذلك بالاعتماد على آراء الخبراء والمختصين في تقديم مواضيع تحليلية ونقدية تتناول مختلف الأبعاد السياسية والفكرية والاجتماعية التي ترتبط بقضايا المخدرات. من جهته، أكد رئيس المجلس العلمي المحلي لوجدة السيد مصطفى بنحمزة، أن "الإسلام يصون من الإنسان الجوانب المكونة لكينونته وإنسانيته وآدميته، وهي التي سميت بالكليات الخمس المتمثلة في بدن الإنسان وعقله ودينه وماله وعرضه". وأوضح أن "الشرائع كلها اتفقت على صيانة هذه الكليات، وجاءت الشريعة الإسلامية خادمة لها وحامية لها ومقوية لوجودها". ودعا السيد بنحمزة إلى انخراط المثقفين والفاعلين في شتى المجالات في التوعية بمخاطر هذه الظاهرة. يذكر أن المغرب تبنى، منذ سنوات عديدة، استراتيجيات للحد من هذه الآفة عبر السياسات الجمركية والأمنية والصحية، إضافة إلى سياسة بناء مراكز مكافحة الإدمان ودخول البروتوكول الصحي المتعلق بالمتابعة الطبية قصد العلاج حيز التنفيذ . كما يضطلع المجتمع المدني، عبر العديد من الجمعيات الفاعلة، بأدوار لافتة في محاربة هذه الظاهرة في كافة جوانبها، لا سيما من حيث المشاركة في الرعاية النفسية والاجتماعية للمدمنين، فضلا عن الانخراط في برامج الوقاية والتحسيس للحد من مخاطر الإدمان ولدفع المتعاطين للمخدرات إلى الإقبال على العلاج .