قرر حزب التجمع الوطني للأحرار تأجيل عقد مؤتمره الوطني العادي إلى ما بعد الاستحقاقات الانتخابية ل7 أكتوبر المقبل، وذلك خلال الدورة الاستثنائية لمؤتمره الوطني التي انعقدت اليوم السبت ببوزنيقة. وقال رئيس الحزب، صلاح الدين مزوار، في كلمة ألقاها بالمناسبة، إن قرار التأجيل يأتي استجابة لاعتبارات عدة، أبرزها "انشغالانا جميعا بالتصدي للتحديات الخطيرة المحدقة بالوحدة الترابية للمملكة، والمناورات الرامية إلى زعزعة الكيان الوطني واستقرار البلاد، و زعزعة ما تبقى من استقرار بشمال إفريقيا والمنطقة العربية ككل". وأكد على ضرورة "التركيز على التعبئة الحزبية، تدبيريا وسياسيا في أفق خوض غمار تشريعيات السابع من أكتوبر، قبيل هذا الرهان التشريعي المهم الذي يتأسس على نتائجه، جانب من الحياة الوطنية للسنوات المقبلة، وما يتطلبه من تدبير محكم وعمل سياسي مركز، خاصة وأن المعركة بدأت تتفاعل وتتصاعد ولو على بعد أشهر من الموعد المحدد". ويرتبط القرار كذلك حسب مزوار، "بانشغال المغرب دولة وحكومة وشعبا، بالتحضير لتنظيم مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية (كوب22)، وما يتطلبه من مجهودات متواصلة واستثنائية، تنظيمية، مالية وتفاوضية، باعتبارها تظاهرة عالمية ستربط المملكة بلبنة أساسية في صراع البشرية من أجل البقاء". وذكر رئيس الحزب بالخطاب الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة انعقاد القمة المغربية-الخليجية، والذي كان حسب تعبيره "خطابا تشخيصيا فضح ازدواجية بعض السياسات ونزوعاتها نحو مخططات التقسيم والفتنة، وهو ما يجسده تدخل بعض الجهات الدولية لاستغلال موضوع النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء، وتحويله إلى رهان جيو استراتيجي، يسعى من ورائه البعض إلى الإضعاف الدائم للمغرب جريا وراء وهم الريادة الإقليمية". وفي هذا السياق، قال مزوار إن "هناك مساع لزعزعة الاستقرار بمنطقة الساحل والصحراء، وفصل المغرب عن عمقه الإفريقي، فضلا عن مخططات تسعى إلى تمزيق وتدمير عدد من دول المغرب العربي وشمال افريقيا، بعد أن استهدفت بعض دول المشرق، وزرع بؤر الفتن والنزاعات والإرهاب والجريمة بمنطقة الساحل والصحراء". وأكد أن "المملكة، وكيفما كان حجم المؤامرات، لن تغير من مسارها في البناء والتطور والتقدم. وأن الخيار الصائب والحكيم الذي اختاره صاحب الجلالة لدبلوماسيتها سيستمر، سواء تعلق بتنويع الشركاء الدوليين واختيار التحالفات، أو بالشق الاقتصادي المتمثل في الديبلوماسية الاقتصادية التي تشتغل على محاور عدة، في مقدمتها التعاون جنوب-جنوب والشراكات الاستثمارية والتموقع في مجالات العصر عبر الطاقات المتجددة والتكنولوجيات الجديدة، وما يسمى بالمهن العالمية للمغرب". وتحدث رئيس التجمع الوطني للأحرار خلال كلمته أيضا، عن الحصيلة الأولية العامة منذ المؤتمر الوطني الخامس المنعقد في أبريل 2012، مبرزا أنه "جاء في سياق وطني وإقليمي خاص تميز بإطلاق دينامية دستورية وسياسية، شكلت نموذجا لافتا في المنطقة العربية برمتها"، كما تطرق إلى حصيلة عمل الوزارات التي يديرها حزبه منذ انضمامه إلى الحكومة، وكذا الحصيلة التجمعية بالبرلمان وباستحقاقات الرابع من شتنبر 2015. وتابع أن الحزب ساهم بشكل كبير في استمرار التوازن داخل الحكومة وأشاد بالخصوص بأداء الوزارء الأحرار في التجربة الحكومية الحالية ، قائلا "قمنا بدورنا الحكومي على أحسن وجه كما تؤكد الحصيلة الحكومية ذلك من خلال الارقام والمؤشرات أو من خلال النتائج والانعكاسات على الارض أو من خلال سرد مختلف المشاريع المنجزة والاستراتيجيات التي تم اطلاقها". وأشار إلى أن الحزب أطلق مؤخرا دينامية التهييئ للاستحقاقات المقبلة واتخذ كافة التدابير العملية واللوجيستية حتى يتمكن من دخول المنافسة الانتخابية في ظروف مريحة، موضحا أن "الرهان الذي أمامنا ليس رهان المقاعد بل رهان حمل المشروع المجتمعي من خلال التجسيد العملي لأولوياته".