« تحولت معلمة بمدرسة الجاحظ بالناظور إلى جلادة حقيقية ، تمارس مختلف أشكال التعذيب الجسدي و النفسي في حق التلاميذ الذين شاء القدر ان يضعهم بين ايديها لتلقينهم العلم و التربية ،غير أنها و لسوء حضهم حولت اجسادهم الصغيرة الى دمى لممارسة ساديتها » بهذه العبارات المؤلمة يسرد والد التلميذة كوثر عدو البالغة من العمر 11 عاما ، التي تتابع دراستها في القسم الثالث ابتدائي و القاطنة بالحي العسكري بالناظور ،قصة اغرب من الخيال لمعلمة تنكل بأجساد تلامذتها . و يضيف محمد عدو ، انه و بتاريخ 7 مارس الجاري أقدمت المعلمة خديجة بودومة على تعنيف ابنته بواسطة عصا ، مما تسبب لها في كسر على مستوى ذراعها الأيسر ، و تركت كوثر تواجه مصيرها و الألم يعتصر قلبها اذ لم يتم نقلها الى المستشفى ، حيث امتنع مدير المؤسسة عن استدعاء سيارة إسعاف لنجدة فلذة كبده تهربا من المسؤولية ، في محاولة منه إبعاد المساءلة عن المعلمة المذكورة ،مما اضطره الى الالتحاق بالمؤسسة ،و حمل ابنته على ظهره الى غاية المستشفى الحسني بالناظور ،حيث وضعت لها الجبيرة و منحت لها شهادة طبية مدة العجز فيها 30 يوما قابلة للتمديد .
و على اثر ذلك يقول محمد ، تقدم بشكاية إلى النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بالناظور يلتمس فيها الإنصاف ،غير ان هذا الأخير بدل أن يرتب الجزاءات التي يفترضها القانون على المعلمة ،أو على الأقل استدعاءها للتحقيق معها في هذا الأمر الخطير ، طفق يحاول التوسط بين الطرفين من اجل الصلح ، و هو ما لم يتقبله محمد و قرر تقديم شكاية في النازلة إلى وكيل الملك بابتدائية الناظور ،متهما المعلمة بالضرب و الجرح و خرق قانون التربية و التعليم ، و المدير بالتستر على المجرم و التواطؤ معها في تعنيف تلميذة .
غير ان كوثر ليست الضحية الاولى او الاخيرة لجبروت هذه المعلمة ، يضيف محمد ، بل هناك عدد لا يحصى من التلاميذ و التلميذات ضحايا خديجة بودومة ، و لعل التلميذة اميمة امركاش البالغة من العمر 8 سنوات و الساكنة بالحي العسكري، لخير دليل على ذلك ، اذ تعرضت هي الاخرى للضرب و الجرح من قبل نفس المعلمة ،اذ اقدمت على ضربها بقبضة يدها على مستوى الجانب الايسر من راسها ،و كان في احد اصابعها خاتم كبير الحجم ، مما تسبب لها في ورم كبير ، اقعدها الفراش لمدة ثلاثة ايام ، خاصة انها تعاني من مرض الربو المزمن.
و تروي التلميذتان قصصا مؤلمة لتلاميذ و تلميذات تعرضوا للتعنيف على يدي المعلمة المذكورة ، مما دفع بغالبية التلاميذ الى النفور من متابعة دراستهم لديها ، بل ان عددا منهم انقطعوا عن الدراسة بسبب الارهاب الذي تمارسه في حقهم ، اذ تقدم عادة الى تعنيف التلاميذ العنف المبرح لمجرد خطأ صغير جدا ، و هو ما يؤكده والد كوثر ، و يضيف ان عددا كبيرا من التلاميذ غادروا اقسامهم الى الابد بسبب جبروت هذه المعلمة ،بينما تبقى النيابة تتفرج .