اعتبر رئيس الحكومة السيد عبد الإله ابن كيران، اليوم الثلاثاء بالرباط، الاستراتيجية الوطنية المندمجة للشباب إطارا مشتركا وموحدا لمختلف السياسات العمومية الموجهة لفائدة الشباب يركز على الإدماج الاقتصادي والاجتماعي للفئات الشبابية الهشة. وأوضح السيد ابن كيران، في معرض جوابه على سؤال محوري حول "السياسة الحكومية في مجال الشباب" في إطار الجلسة الشهرية المتعلقة بالسياسة العامة أمام مجلس النواب، أن هذه الاستراتيجية تركز على الإدماج الاقتصادي والاجتماعي لهذه الفئات الشبابية من خلال خمسة محاور أساسية؛ أولها زيادة الفرص الاقتصادية للشباب وإنعاش تشغيلهم. وأشار، في هذا الصدد، إلى إطلاق مجموعة من المبادرات، خاصة عبر تحسين نظام "التكوين من أجل الإدماج" الذي يستهدف أساسا الشباب في بداية مشوارهم المهني، ومساعدة المقاولات الحديثة النشأة على تشغيل طالبي العمل في إطار عقود شغل غير محددة المدة، مقابل مجموعة من التحفيزات الضريبية والمالية. وسجل رئيس الحكومة البدء بتنفيذ نظام المقاول الذاتي الذي عرف إلى حد الآن نجاحا فاق التوقعات، مشيرا أيضا إلى إطلاق برنامج لتأهيل 10 آلاف شاب وشابة من حاملي الشهادات في مهن التربية والتكوين، وإلى إطلاق برنامج ثان يهم التأهيل المهني ل 25 ألف شاب وشابة في مهن أخرى مطلوبة في سوق الشغل. وأضاف السيد ابن كيران أن الاستراتيجية الوطنية للتكوين المهني في أفق 2021، التي اعتمدت بغلاف مالي يبلغ 65 مليار درهم خلال خمس سنوات، سيستفيد منها عشرة ملايين مواطنة ومواطن، من خلال التكوين والتأهيل، في أفق إدماجهم في سوق الشغل. وحسب رئيس الحكومة، تنص الاستراتيجية الوطنية المندمجة للشباب على الرفع من فرص وجودة ولوج الشباب إلى الخدمات الأساسية وتحسين جودتها، عبر تعزيز شبكة مؤسسات دور الشباب التي يبلغ مجموعها 605 دور للشباب، منها 347 بالوسط الحضري و258 بالعالم القروي، وتنظيم المخيمات الصيفية لفائدة الشباب، بعدد مستفيدين من "عطلة للجميع" بلغ خلال الموسم الماضي نحو 226 ألف. وأضاف أن هذا المحور يشمل كذلك تعزيز وتأهيل شبكة المنشآت الرياضية؛ ببناء عدد هام من القاعات المغطاة والمسابح، إلى جانب المراكز السوسيو- رياضية للقرب (تم فتح 358 مركز، فيما يوجد 321 مركزا آخر في طور الإنجاز). وفي المحور المتعلق بتعزيز المشاركة الفعالة للشباب في الحياة الاجتماعية والمدنية، والمشاركة في صنع القرار، أشار السيد ابن كيران إلى أن مشروع القانون المتعلق بالمجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي، الذي سيعرض خلال الأيام القليلة المقبلة على مجلس الحكومة للمصادقة عليه، يصب في هذا الاتجاه. وأضاف أن باقي محاور الاستراتيجية تتعلق بتعزيز احترام حقوق الإنسان من خلال ملاءمة القوانين ذات الصلة واتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الاتجاه، وكذا تقوية الأجهزة المؤسساتية للتواصل والإعلام والتقييم والحكامة، مؤكدا أن ذلك سيتعزز بعد إرساء المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي، الذي سيتولى كقوة اقتراحية، دراسة وتتبع القضايا التي تهم الشباب، وتحفيزه على الانخراط في الحياة الوطنية بروح المواطنة المسؤولة. ومن جهة أخرى، ذكر السيد ابن كيران أن جامعة الدول العربية، ومن منطلق كون المغرب من الدول الأعضاء الرائدة في السياسات المستهدفة للشباب، منحت المملكة احتضان تظاهرة "الرباط عاصمة الشباب العربي لسنة 2016" تحت شعار "من أجل شباب متعايش ومبدع" التي ستشكل ملتقى حقيقيا لإبداعات ومبادرات الشباب العربي في شتى المجالات، بمشاركة نحو 3.500 شاب وشابة من الدول العربية.