شكل موضوع "التنمية المستدامة والتغيرات المناخية " محور لقاء تحسيسي نظم مساء أمس الثلاثاء بمدينة شيشاوة، وذلك بهدف التحسيس بقيم المحافظة على الموارد الطبيعية وصيانتها وحسن استغلالها في إطار تدبير معقلن للإمكانات المتاحة. ويندرج هذا اللقاء في إطار أيام تحسيسية تنظمها عمالة إقليمشيشاوة بشراكة مع الجماعات الترابية بالإقليم والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والوزارة المنتدبة المكلفة بالبيئة، ما بين 19 و22 أبريل الجاري تخليدا لليوم العالمي للأرض. وأبرز عامل الإقليم السيد عبد المجيد الكاملي، في كلمة بالمناسبة، أن التغيرات المناخية نتيجة التجاوزات غير المسؤولة، الممثلة أساسا في تلوث كل مكونات الأرض وكذا الزحف العمراني وما يرتبط به من نشاطات صناعية وإنتاج للنفايات والتخلص منها، وما يترتب عن ذلك من تخريب للأوساط الطبيعية والموارد المائية، وطمس الموروث الثقافي والبيئي وتغيير السلوكات وتهديد صحة الإنسان بشكل خاص، يفرض ضرورة العمل للتقليل من حدة التجاوزات والمشاكل التي يعرفها المجال البيئي من أجل توفير بيئة سليمة، خاصة للأجيال القادمة. وذكر بالتزام المغرب بترسيخ ثقافة التنمية المستدامة منذ انعقاد المؤتمر العالمي لقمة الأرض بريودي جنيرو سنة 1992، وذلك من خلال القيام بعدة إصلاحات همت بالأساس، تخليق الحياة السياسية وتحسين الظروف الاجتماعية وتعزيز الجاذبية الاقتصادية وتسريع وثيرة النهوض بالشأن البيئي. وأشار في ذات السياق، إلى مجموعة من الإجراءات التي اتخذها المغرب والمرتبطة بالمجال البيئي، من بينها، إحداث مجموعة من المؤسسات ذات الاهتمام بالبيئة، واعتماد المقاربات البيئية والاجتماعية كشرط أساسي لقبول المشاريع الممولة بشراكة من صندوق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، فضلا عن إصدار مجموعة من القوانين المنظمة للشأن البيئي. كما دعا السيد الكاملي جميع المتدخلين من سلطات محلية ومصالح خارجية ومجالس منتخبة وفعاليات المجتمع المدني إلى الانخراط الفعال في الجهود الرامية إلى المحافظة على البيئة وتوفير وسط بيئي سليم للأجيال الحاضرة والقادمة . من جانبه، أبرز رئيس مصلحة البرامج التربوية بالوزارة المنتدبة المكلفة بالبيئة السيد حسن الظلمي، الدينامية التي تشهدها المملكة في المجال البيئي، وكذا الأهمية التي توليها الحكومة لحماية البيئة وما رصد لذلك من مبالغ مالية جد هامة. وسجل في ذات السياق، غياب مواكبة المواطنين للجهود المبذولة في سبيل حماية البيئة، مشددا على ضرورة اضطلاع جمعيات المجتمع المدني بدورها كاملا في تحسيس وتوعية المواطنين بأهمية المحافظة على البيئة والانخراط في هذه الجهود. كما تطرق لدعم وتمويل الوزارة لعدد من المبادرات والمشاريع الشبابية الرامية إلى الحفاظ على البيئة، وكذا لبرنامج أخرى مرتبطة بالمجال البيئي تهدف إلى التربية على التنمية البيئية داخل المؤسسات التعليمية. وشددت باقي التدخلات على ضرورة إدراك المنتخبين المحليين للأهمية التي تكتسيها المشاريع البيئية المنجزة خاصة بالعالم القروي (معالجة وإعادة استعمال المياه العادمة) وما يقتضيه ذلك من مواكبة والمساهمة في صيانتها واستمراريتها، فضلا عن تضافر جهود كافة المتدخلين والفاعلين بالإقليم من أجل رفع كافة التحديات البيئية. وتميز اللقاء بعرض أفلام موضوعاتية وأخرى معدة من قبل تلامذة مؤسسات تعليمية تستهدف التحسيس بأهمية السلوكيات والقيم المراد ترسيخها في المجتمع وخاصة في تربية الناشئة على ثقافة التنمية المستدامة، إلى جانب التوقيع على اتفاقية شراكة بين المديرية الإقليمية للمياه والغابات ومحاربة التصحر والمديرية الإقليمية للتربية الوطنية تهدف إلى تشجيع عملية غرس الأشجار بالمؤسسات التعليمية كإجراء رمزي والمساهمة في ترسيخ هذه الثقافة لدى الأجيال الصاعدة. وتتوخى هذه اللقاءات التحسيسية والتواصلية تحسيس وتوعية الجميع بأهمية الحفاظ على البيئة وبالتالي الحفاظ على الأرض، والمساهمة في ترسيخ روح المواطنة والتربية البيئية لدى اليافعين والشباب، وإدراج البعد البيئي ضمن الأولويات لتثمين وتأهيل المجالات الطبيعية التي تزخر بها الجماعات الترابية بإقليمشيشاوة .