قال مدير لجنة الفيلم بورزازات، عبد الرزاق الزيتوني، إن المغرب استقطب خلال الفترة الممتدة ما بين سنتي 2010 و2015 ما يقارب 150 إنتاجا سينمائيا أجنبيا، استقبلت مدينة ورزازات منها ما نسبته 45 في المائة. وأضاف الزيتوني، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن قيمة تلك الإنتاجات، التي تم تصويرها بالمغرب، بلغت ما مجموعه 250 مليون أورو أي بمعدل 50 مليون أورو سنويا، مبرزا أن منطقة ورزازات حظيت بالريادة في هذا المجال باستقبالها 45 في المائة من هذه الإنتاجات التي تأتي الأمريكية في طليعتها بنسبة 41 في المائة، تليها الإنجليزية بنسبة 33 في المائة والفرنسية بنسبة 10 في المائة. وأشار عبد الرزاق الزيتوني إلى أنه تم، خلال سنة 2015 ، تصوير ما مجموعه 37 عملا ما بين أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزية أجنبية منها 19 عملا تم تصويره بمدينة ورزازات ، في حين بلغ عدد الأفلام التي تم تصويرها بالمدينة نفسها خلال سنة 2014 ما مجموعه 17 عملا من جنسيات هندية وأمريكية وكندية وفرنسية وبلجيكية وألمانية. وعن الإنجازات على مستوى التسويق والتعريف والشراكات، أوضح أن اللجنة عملت على تكثيف الدعاية والترويج عن طريق المشاركة الفعلية في المعارض والمنتديات المتخصصة خاصة بمدينة كان الفرنسية وملتقى لوس انجلس بالولايات المتحدة، وإعداد وسائل الدعاية والإشهار مع خلق بنك للصور لأهم مواقع التصوير بورزازات والنواحي وتنظيم زيارات لفائدة الصحافة المرئية والمكتوبة والمسموعة العالمية (خصوصا على هامش المهرجان الدولي للفيلم بمراكش بتنسيق مع اللجنة المنظمة) وتطوير وسائل الدعاية والتواصل حيث تم إحداث موقع للجنة الفيلم بورزازات على الانترنت يعرف بمؤهلات المنطقة السينمائية وفوائد التصوير بها، علاوة على قاعدة بيانات التقنيين والصناع التقليديين المحليين. كما قامت اللجنة بتطوير التكامل بين القطاعين السينمائي والسياحي، وهو محور مهم خاصة بمنطقة تعد السياحة والسينما عماد اقتصادها المحلي، وإحداث مسلك سياحي بتيمة سينمائية بتعاون مع المجلس الإقليمي للسياحة، وإعداد مطبوعات للإشهار السياحي حول نفس التيمة، علاوة على تنظيم مؤتمر دولي تناول موضوع العلاقة التكاملية بين السياحة والسينما بحضور أزيد من 300 مشارك من 14 دولة متوسطية خلال شهر يناير 2011 وكذا التنسيق بين مواقع التصوير الأخرى المجاورة لورزازات خاصة أرفود و تنغير وزاكورة. وبخصوص رؤية لجنة الفيلم لرسم خارطة طريق للنهوض بالقطاع السينمائي بالمنطقة، أكد الزيتوني أن أثر الإنتاج السينمائي على المنطقة يتمثل في ارتفاع الرواج الاقتصادي وخاصة القطاع السياحي الذي يحقق نسبة 30 في المائة من عائداته بفضل السينما، مشيرا إلى انه تم تسجيل نقص في فرص الشغل خاصة بالنسبة للكومبارس والصناع التقليديين. واعتبر الزيتوني أن الدراسة الاستراتيجية، التي أنجزتها جهة سوس ماسة، أظهرت أن الصناعة السينمائية تقف على رأس القطاعات الاقتصادية التي تتوفر فيها الجهة على تنافسية عالمية. وانطلاقا من ذلك، بادرت الجهة بتعاون مع المركز السينمائي المغربي بإنجاز دراسة ميدانية أسندت لتشخيص المؤهلات والمعيقات مقارنة مع الدول المنافسة، يمكن على ضوئها وضع استراتيجية متكاملة ومندمجة لتنمية الصناعة السينمائية بمنطقة ورزازات. وأضاف مدير لجنة الفيلم أن مبادرة المجلس الجهوي، بتعاون مع مجموعة من المتدخلين، أثمرت إخراج الاستراتيجية لحيز الوجود حيث ركزت على إحداث "لجنة للفيلم" على غرار ما هو جاري به العمل في مناطق التصوير العالمية (متحف السينما بورزازات)، كما أن لجنة الفيلم تسعى لتهيئة قاعة سينمائية بمتحف السينما. وبخصوص مشروع "وان سطوب شو"، فهو يهم المحور خلق قرية سينمائية بورزازات كمنطقة مندمجة توفر كل حاجيات التصوير السينمائي بتعاون مع المجلس الإقليمي بورزازات، حيث تم فعلا تخصيص الرصيد العقاري اللازم لإنجاز المشروع على مساحة تزيد عن200 هكتار، إلا أنه ونظرا لحجم هذا المشروع المهيكل ومتطلباته المالية والتقنية التي تتجاوز الإمكانيات المحلية، فإن تدخل الجهات المركزية لإنجاز الدراسات المالية والتقنية وانطلاق المشروع يعد مطلبا ملحا. ولتعزيز مكانة جهة درعة-تافيلالت السينمائية وخاصة مدينة ورزازات في ظل مشروع الجهوية المتقدمة ، رأى مدير لجنة الفيلم أن تحقيق الهدف الاستراتيجي الطموح سيجعل منطقة ورزازات رائدة في استقطاب الإنتاجات السينمائية في افريقيا سيساهم، بدون شك، في إقلاع المنطقة وتنميتها، مبرزا أن تفعيل الاستراتيجية و توفير الإمكانيات والوسائل الضرورية وتعبئة الشركاء العموميين والخواص سيمكن من جلب مئات الإنتاجات الأجنبية وتوفير ما يناهز 6000 منصب شغل منها 3000 منصب مباشر و لب دخل سنوي للجهة يصل إلى مليار درهم. وبخصوص الإكراهات والتحديات في مجال الاستثمارات الأجنبية في هذا الإطار خاصة مع الظروف الاقتصادية العالمية الراهنة، أفاد الزيتوني بأن هناك منافسة شرسة، خاصة من دول أوربا الشرقية وأمريكا الجنوبية وجنوب أفريقيا علاوة على تونس والأردن والإمارات العربية المتحدة في الآونة الأخيرة، مشيرا إلى أن أغلبية الدول المنافسة اعتمدت تحفيزات مالية مهمة لجلب الإنتاجات الأجنبية قد تصل إلى 50 في المائة من تكاليف الإنتاج، كما أن بعض الدول على غرار فرنسا اعتمدت منذ 2009 نظام تحفيزات للحد من تصوير الأفلام خارج أراضيها. ورغم الجهود الكبيرة التي بذلها المنعشون الخواص بإحداث ثلاثة استديوهات بورزازات، ومساهمتهم في التطور الذي عرفه القطاع، فإن النقص لازال يسجل في ما يخص البنيات والمشاريع الموجهة للصناعة السينمائية علاوة على النقص الحاصل على مستوى فضاءات وأنشطة الترفيه بورزازات. ولرفع رهان التحدي في هذا المجال، أكد رئيس لجنة الفيلم بورزازات أن استراتيجية تنمية الصناعة السينمائية بمنطقة ورزازات تسعى إلى جعلها رائدة في استقطاب الإنتاجات السينمائية بإفريقيا كهدف استراتيجي عبر تفعيل ستة أوراش كبرى تهم التسويق والتواصل والخدمات والموارد البشرية والتنافسية واليقظة الاستراتيجية والتجهيزات الأساسية والتحفيزات المالية. وحسب الزيتوني، تم بذل جهود كبيرة على مستوى الموارد البشرية والتكوين السينمائي تشمل إحداث قاعدة للبيانات تهم الموارد البشرية المختصة المحلية وتحيينها وتطوير وتأهيل مستوى التقنيين، بتعاون مع جمعية التقنيين من خلال توفير الدعم الموجه للتكوين ودعم المجهود الذي تقوم به الكلية متعددة التخصصات والمعهد المختص للمهن السينمائية بورزازات وتطوير برامج تكوين لبعض التخصصات المطلوبة في إطار ملاءمة التكوينات مع الحاجيات الفعلية لسوق الشغل وعلاوة على ذلك، يتم تحفيز الطلبة المتخرجين على متابعة دراساتهم بالمعاهد العليا بالخارج ودعمهم بمنح تشجيعية واحتضان ورشات لكتابة السيناريو وتقنيات الفيلم القصير لفائدة مجموعة من المواهب الصاعدة في هذا المجال من دول جنوب المتوسط في إطار مشروع "ميدي طالونز".