أقرت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بتورط أعضائها في مخالفة الأنظمة والتعليمات في مباشرتهم حادثة "فتاة النخيل مول"، التي اعتدى خلالها عدد من أفراد الهيئة على فتاة جامعية بالضرب والتعنيف على مرأى الناس، مؤكدة أنها عاقبت الأعضاء الذين باشروا الواقعة، فيما أكدت الفتاتان أنهما بصدد رفع شكوى إلى إمارة منطقة الرياض ضد أعضاء الهيئة لإنصافهما. وقال المتحدث باسم فرع الهيئة في الرياض محمد السبر إن "فرقة الهيئة التي باشرت الواقعة لم تلتزم بالأنظمة والتعليمات المتعلقة بآلية الضبط والتوقيف، ما ترتب عليه تصعيد الموقف، واتخذت الرئاسة العامة عقوبات في حق منسوبيها المشاركين في الواقعة"، وفقاً لصحيفة الحياة اللندنية. ولم يحدد المتحدث نوع العقوبات التي قررتها الهيئة، لكنه قال: "إن العقوبات جاءت وفق ما تقتضيه الأنظمة والتعليمات"، وعلى رغم أن المتحدث أقر بخطأ أعضاء الهيئة الذين باشروا الواقعة، إلا أنه دافع عن منسوبيها قائلاً: "الهيئة لا تقبل التجاوز على منسوبيها، وأنها ستتخذ الإجراءات المناسبة في حال حدوث ذلك"، مؤكداً التزامها التعليمات الشرعية والأنظمة المرعية في جميع إجراءاتها. وقالت إحدى الفتاتين المعنفتين إنهما "بصدد رفع شكوى لإمارة الرياض لأجل رفع الظلم عنهما، ورد الاعتبار، لقاء كرامتهما التي أهينت في الشارع وعلى مرأى من الناس"، مؤكدة أن "بيان الهيئة لم يأت بجديد، فأعضاؤها مدانون بارتكاب مخالفات جسيمة بشهادة المقاطع المصورة وبشهادة الجمهور، وبشهادة الهيئة نفسها". وأضافت "إن ما حصل لها ولصديقتها المعنفة، أثّر بشكل كبير على حياتيهما ونفستيهما التي أصبحت بشكل سيء للغاية"، وتابعت: "لكننا نحمد الله أننا لم نقع في أيديهم، وتمكنا من الفرار". وتابعت: "عرضي أهم من كل شيء، وكنت أحاول أن أستر نفسي وحرصت على ألا ينكشف ستري من خلال تمسكي بحجابي وعباءتي، على رغم أن عضو الهيئة بتصرفاته، كان سيدفعني إلى النقيض". وبينت أنها تعرضت لكسر في اليد، ورضوض في جسمها بعد سحلها من عضو الهيئة على الأسفلت، مطالبة الجهات المعنية بالوصول إلى مصور المقطع والقبض عليه. وزادت الفتاة في حديثها: "إلى الآن لم أر أننا حصلنا على حقنا، فما حصل لي من قذف وضرب وإهانة وتصوير أكبر بكثير من مجرد إدانة، وخصوصاً أنني لو كنت غير ملتزمة لتركت حجابي وهم يجرونه مني، ولكني ظللت أحاول التشبث به".